قال الدكتور عبدالله المسند أستاذ الجغرافيا المناخية المساعد بجامعة القصيم ان الأعاصير الاستوائية أو ما يسمى بالهوريكان Hurricanes storms تعتبر الأعنف والأقوى تدميرا على وجه الأرض في حالة بلوغها الدرجة الخامسة، و يدعى هذا النوع من الأعاصير بالتيفون Typhoons في غرب المحيط الهادي أما في حوض المحيط الهندي فتدعى بالأعاصير الحلزونية أو الزوابع storms Cyclones أما في المحيط الأطلسي فتسمى بالهوريكان Hurricanes .smrotsالأعاصير الاستوائية تضرب السواحل بشكل عنيف جداً ومدمرعبر ثلاث قوى الأولى: موجات البحر العالية والعنيفة مما يسفر عن أضرار بالممتلكات في عرض البحر كما على الساحل أيضاً بل ويسقط ضحايا إذا لم يحذر الناس بوقت كاف سيما أن السكان يتركزون غالباً على السواحل مما يفاقم في المشكلة ويرفع معدلات الدمار والخسائر. القوة الثانية: قوة الرياح العاصفة والتي تتوغل إلى مئات الكيلومترات في اليابس بسرعة قد تصل إلى أكثر من 200كم بالساعة في بعض الحالات. القوة الثالثة: قوة المطر المصاحب لتلك الزوابع حيث يهطل المطر خلال يوم أو يومين بمعدل يناهز أحياناً كمية الأمطار التي سقطت طول السنة ويصاحبه برق ورعد شديدين.
وتجلب الأعاصير الاستوائية الرياح الشديدة والمدمرة والمصحوبة بأمطار غزيرة المسببة للفيضانات، وهذه الوضعية تمتد من وصول مقدمة الأعصار حتى نهايته والتي قد تستمر من ساعات إلى عدة أيام وتجدر الإشارة إلى أن مركز الإعصار وعينه تكون الرياح فيه هادئة والسماء صافية.وهذا النوع من الأعاصير الدواره يحتاج إلى طاقة حرارية هائلة حتى يتولد ويتطور لذا فهو يتشكل فقط في المحيطات الاستوائية الواسعة حيث الحرارة المرتفعة أعلى من 27مء والرطوبة العالية وهي مصدر تغذية الإعصار حيث يساهم توفر الحرارة والرطوبة في تلك المناطق في إيجاد ظروف دينامكية يتولد من خلالها الأعصار ويتطور ليغطي مساحة تتراوح بين 500- 1200كم تقريباً. وسميت بالأعاصير الأستوائية لأنها تنشأ في تلك المنطقة الواقعة بين مداري السرطان Tropic of Cancer والجدي Tropic of Capricorn. وتستمر دورة الأعاصير بين يوم إلى عشرة أيام.
وتزداد الرياح سرعة والمطر غزارة كلما أقتربنا من الحزام الداخلي المحيط بالمركز بينما تكون الرياح هادئة (15- 25كم في الساعة) والسماء صافية في عين أو مركز الأعصار والذي يتراوح عرضه بين 15- 50كم. وتبقى عين الأعصار الأشد حرارة حيث يطلق الأعصار كماً هائلاً من الحرارة. ويتحرك الإعصار في النصف الشمالي للكرة الأرضية عكس دوران عقارب الساعة وعندما يدخل الإعصار منطقة بحرية باردة أو يضرب اليابسة يبدأ بفقدان طاقته ومنها يبدأ بالضعف التدريجي ومن ثم يتلاشى.
وللأعاصير فوق حوض المحيط الهندي الشمالي موسمان الأول يبدأ من شهر أبريل حتى يونيو والموسم الآخر من شهر سبتمبر حتى ديسمبر، ويعد إعصار غونو Gonu الحالي الأول في هذا الموسم والأقوى خلال السنوات الخمس الأخيرة إذ أن المصادر العلمية وصور الأقمار الصناعية توضح أن الأعصار بدأ كأعصار استوائي يوم السبت الماضي وسرعة دورانه تتراوح بين ( 60- 115كم ساعة) ثم تطور يوم الأحد ليكون إعصاراً من الدرجة الأولى (120- 150كم ساعة) ومن ثم تطور للدرجة الثانية (155- 180كم ساعة) بينما يوم الأثنين تطور للدرجة الثالثة ثم الرابعة (180- 210كم ساعة) وبهذا يكون أعصاراً مدمراً وتقدر النماذج الرياضية المترولوجية أن يوم الثلاثاء يعود الإعصار للدرجة الثانية قبالة الساحل العماني ومن ثم يتحول إلى عاصفة مدارية.
ويسير أعصار غونو باتجاه الشمال الغربي بسرعة 18كم بالساعة، ويتوقع أن يضرب الساحل العماني في يوم الثلاثاء بسرعة دورانية تتراوح بين (120- 150كم ساعة) وأطلقت بعض المواقع المتخصصة مثل GDACS تحذيراً باللون البرتقالي في محيط حوض خليج عمان. ويتوقع أن تخف حدة الرياح والأمطار حال دخوله إلى اليابس. ومع ذلك فقوة الإعصار المتبقية كفيلة بإخذ الحيطة والترقب بسبب ارتفاع الموج والعواصف الشديدة والأمطار الرعدية المصاحبة وذلك في محيط شمال ووسط سلطنة عمان.
بعض النماذج الرياضية تتوقع أن يعبر الأعصار خليج عمان باتجاه الشواطئ الإيرانية أو أن يتلاشى في خليج عمان وهو الأرجح، ويبقى الاتجاه النهائي للإعصار غير مؤكد بسبب تداخل عوامل جوية معقدة تجعل مسار الأعصار يترنح.
ومدى احتمالية وصوله إلى الرياض كما ذكرت بعض التحليلات والمصادر مستبعده إذ أن الإعصار على افتراض استمر باتجاه الشمال الغربي فسيصل إلى مرحلة الأمتلاء وهي آخر مراحل الإعصار، أيضاً سيصطدم بكتلة هوائية جافة فوق الربع الخالي مما يضعف الإعصار ويبدد طاقته وربما ينهيه سيما أن المسافة بين الإعصار ومدينة الرياض 1300كم تقريباُ، ومع ذلك الاحتمال وارد ولكن ضعيف بأن تتأثر مدينة الرياض بتغير على إثر الإعصار. في الوقت نفسه قد تنشط الرياح الشمالية في الرياض والشرقية، بينما منطقة الربع الخالي خاصة جنوبه وشرقه ستتأثر بشكل أقل من عمان في سرعة الرياح وكمية الأمطار وقد يكون الربع الخالي مقبرة الإعصار في حالة مروره فوقه كما حصل عام 1992م. كما توضح خريطة العالم المرفقة مسارات الأعاصير وتبين أن أعصار عام 1992م الوحيد الذي توغل شمال الربع الخالي قبل أن يتلاشى