|
|||
---|---|---|---|
متى عيدنا .. السبت أم الأحد!؟
:. يتحدث الناس والإعلام منذ أيام عن موعد يوم العيد، هل هو يوم السبت أم الأحد؟ وبلا شك أن إيقاعات الحياة المعاصرة معقدة، لدرجة أن الناس بحاجة لمعرفة وقت يوم العيد مسبقاً، وذلك لترتيبات لسفر أو مناسبات أو حجوزات وأمور شتى، لذا يتطلع الجميع لتلقف الأخبار والتحليلات الفلكية بشأن وقت يوم العيد، وهذا أعده أمراً إيجابياً، عندما تكون الحياة مبرمجة وفق تخطيط مسبق. والسؤال يكثر بشكل يومي: متى يوم العيد؟
:. وفقاً للحسابات الفلكية، والمعايير الحسابية لتقويم أم القرى فإن شهر رمضان لهذا العام 1433هـ سيكون ـ بإذن الله تعالى ـ شهراً تاماً وافياً (30 يوماً)، ووفقاً للحسابات الفلكية الدقيقة، فإنه عند الساعة السادسة و 30 دقيقة بتوقيت مكة المكرمة من مساء يوم الجمعة 29 رمضان الموافق 17 أغسطس، يغرب القمر يليه غروب الشمس عند الساعة السادسة و 50 دقيقة، يلي ذلك ـ بمشيئة الله تعالى ـ الاجتماع (الاقتران) بين الشمس والقمر، وذلك عند الساعة السادسة و 56 دقيقة، يليه ولادة هلال شوال، وعليه فإن القمر ليوم الجمعة سيغرب ((قـبـل)) الشمس وفقاً لأفق مكة المكرمة بنحو 20 دقيقة.
:. لذا فإن الأفق الغربي سيخلو من جرم القمر (وهذا عليه إجماع الفلكيين ولا خلاف فيه)، هذا من جهة ومن جهة أخرى، ووفقاً لمتابعة آلية مترائي الهلال (الخمسة) وهي مستقرأة وغير مكتوبة ولا معلنه، فإنني أتوقع ألا يشهدوا برؤية الهلال حال كون القمر غرب قبل الشمس، وإن شهدوا فأتوقع أن آلية المحكمة العليا سترد شهادتهم الظنية بقطعية الحساب، ولكون الشهادة تلك لم تنفك عما يُكذبها، علاوة على ذلك المحكمة العليا تسعى لضبط وتمحيص الشهادة، وهذا ما تحقق في حالات سابقة، قال شيخ الإسلام إبن تيمية: "ليست كل شهادة تقبل ويعمل بها إذ الشهادة التي قامت عليها شواهد الريبة ترد ولا تقبل من شاهديها بالإجماع". وسُئل الشيخ محمد بن عثيمين هل يُعمل بحساب المراصد الفلكية في إثبات الهلال؟ فأجاب: "الذي نرى أن يعمل به في النفي لا في الإثبات. ومعنى ذلك: أنه لو قال شخص أنه رأى الهلال، والمراصد تقول إن الهلال لا يمكن أن يولد هذه الليلة في هذا المكان، فإنا نعمل بنفي المرصد ..." أ.هـ
:. ولكل من يشك بمصداقية الحسابات الفلكية فدونكم هلال مساء السبت 30 رمضان (18 أغسطس) الهلال سيمكث فوق الأفق 22 دقيقة، وارتفاعه عن الأفق نحو أربع درجات، وشكله على هيئة حرف راء، وهو هلال يماني (أي جنوب الشمس) انظر الشكل المرفق، وعلى الرغم من أن الشهر مكتمل، والهلال فوق الأفق له مكث، وعمره نحو 24 ساعة، وإضاءته حوالي 1.4% من قرص القمر الكامل، ومع ذلك كله فمتوقع ألا يشاهده كثير من المترائين في السعودية، إلا عبر التلسكوب، وجرب بنفسك وحاول تصوير الهلال إن استطعت، وبناء على ما سبق أتوقع أننا سنرى عيداً موحداً لمعظم الدول العربية والإسلامية يوم الأحد 19 أغسطس هذا والله أعلم.
رابط المقالة في جريدة الرياض.. ***** * عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون |
|||
|