حوار مجلة الدعوة مع د. عبدالله المسند
حوار: سعيد البراك
إن المتأمل في الكون الفسيح يدرك حقيقة الخالق العظيم سبحانه الذي أبدع صنعه.. وعلى رغم قصور علمنا ومحدودية عقولنا التي لن تحيط بإبداع الخالق شيئاً، إلا أننا من خلال هذا اللقاء الذي نحاول فيه سبر أغوار هذا الكون وظواهره الفلكية التي نشهدها ما بين الفينة والأخرى مع خبير فلكي يعد واحداً من أشهر الفلكيين على مستوى المملكة والخليج، إنه الدكتور عبدالله المسند، فإليكم ما جاء على لسانه في ذلك الحوار:
٭ الفلكيون في الماضي كانوا يعدون على أصابع اليد الواحدة، أما الآن فالعدد في تنامٍ مطرد، فكيف ترون ذلك؟
- كلامك صحيح.. هواة الفلك ودارسيه هم قليلون في كل زمان ومكان، ومن يبدع ويبرز في هذا العلم أقل من القليل، وازدياد عدد الفلكيين في العالم العربي الآن ظاهرة صحية ـ أزعم ـ في ظل وجود جمعيات فلكية حاضنة، ومؤتمرات فلكية دورية فاعلة، وتطبيقات تقنية داعمة، وقد يكون تخوفك من المنتسبين للعلم وأهله، وهم ليسوا كذلك، فهؤلاء ينكشفون عندما ينطقون، وينفضحون عندما يكتبون، ويتعرون عندما يغردون، والمتلقي ذكي ويفرز هذا من ذاك.
٭ مَن يخوض في الفلك، هل لا بد أن يكون دارساً أم إن الموهبة كافية ليعد الشخص فلكياً؟
- يتميز علم الفلك على وجه الخصوص بأن ميدانه مفتوح للجميع، وصفحة السماء تغري الكثير، وتجذب العديد، وفي علم الفلك خاصة نجد الهواة أكثر من المختصين الدارسين لهذا العلم وذلك في العالم أجمع، بل وكانت بداية هذا العلم عبارة عن حقل ميداني شخوصه الهواة قبل أن تتأسس المعاهد والأقسام الفلكية المتخصصة، وقدّم الهواة على مر العصور الشيء الكثير من المساهمات والإنجازات والكشوفات، كاكتشاف المذنبات وبعض الكويكبات على سبيل المثال، ورُتب الهواة تختلف بشكل كبير فمنهم البسيط الذي يعرف مبادئ العلم فقط، ومنهم المحترف الذي يساهم في توجيه دفة العلم، ونجد الهواة في مشارب وتخصصات فلكية مختلفة؛ فمنهم من يهوى التصوير الفلكي، ومنهم من يهوى حساب المواقيت والأزمنة والحوادث الفلكية، ومنهم من يهوى مطالعة الأجرام والتأمل فيها، ومنهم من يهوى متابعة الزخات الشُهبية.. وهلم جرا، وبلا شك إذا اجتمعت الموهبة مع الدراسة فهذا نور على نور.
٭ ما رأيك في الأسماء التي برزت في الآونة الأخيرة وذاع صيتها من خلال «تويتر»؟
- في الميدان هواة ومهتمون فضلا ً عن دارسين أفخر بهم وتسعدني شخصياً همتهم، وحماسهم، ونتاجهم العلمي الفلكي على الشبكة، كما يسعدني لما أرى بعضهم يستعمل التطبيقات الحديثة وهي بلغة غير لغته، ويتمكن من معرفتها واستخدامها، بل وتوظيفها لخدمة المجتمع بشكل عام، وتويتر وبعض المنتديات الإلكترونية المتخصصة أصبحت منبراً فلكياً مهماً لمثل هؤلاء الهواة؛ لتضعهم على الخارطة الإعلامية حتى يتعرف الناس عليهم، وأنا شخصياً استفدت منهم كثيراً.
وبالمقابل هناك دُخلاء مدعون أو مستعجلون ـ وهم قلة ـ تتكشف أمورهم عند أول تغريدة يكتبونها، أو معلومة يسرقونها من حسابات أخرى.
٭ وهل بالإمكان أن تصنفوا هذه القلة ضمن قائمة الفلكيين؟
- يجب أن نكون حذرين ومنتبهين في عملية التصنيف.. إذ إن عامة الناس مع الأسف تستعجل في إعطاء المهتم في الفلك رتبة باحث فلكي أو خبير فلكي أو دارس فلكي أو حتى هاوٍ فلكي ولتسبغ عليه ـ من دون أن تشعر ـ كونه طالب علم أو عالماً في هذا الفن والعلم.. وهذا فيه تلبيس على الناس من جهة ، ومن جهة أخرى فيه تغرير بهذا الرجل تدفعه ليفتي بلا علم، ويتجرأ في الحديث عن مسائل فلكية مضنية فيضِلُ ويُضِل.
٭ هل سبق أن توقعتم شيئاً فحدث خلافه؟
- كأنك تُلمح إلى التوقعات الفلكية.. أقول: الكون قائم على نُظم إلهية، ومبني على نواميس ربانية، وخاضع لقوانين فيزيائية، وبالتالي معظم ما يُقال عن المستقبل في شأن الكسوفات والخسوفات، والهلال، وسقوط الزخات الشهبية، ومرور المذنبات الدورية، والشروق والغروب والعبور للأجرام السماوية، وغير ذلك مما يُحسب فلكياً، فكلها نتاج عمليات حسابية رياضية دقيقة ومدمجة في تطبيقات حاسوبية أستخدمها مثل غيري من الفلكيين، والفضل للمبتدئ وإن أحسن المقتدي.
٭ وهل جاءتكم رسائل لوم وعتب على ذلك؟
- كما ذكرت لكم أن الأحداث الفلكية خاضعة لعمليات حسابية رياضية وبالتالي لا أجد حرجاً في التعامل معها، ولكن التوقعات المتعلقة في فن آخر غير الفلك وهو الأرصاد الجوية وهو الذي أحسبك تُدندن حوله فهذا أمر مختلف والتوقعات فيه خاضعة لخبرة تاريخية، ودراية ميدانية، ودراسة أكاديمية، ومخرجات حاسوبية، ومعطيات حقلية ومع هذا كله فلا أحد أو جهة تجزم بحصوله والعلم كله لله وذلك أن الأحوال الجوية هي نتاج عوامل طبيعية وبشرية تتأثر وتُؤثر، ولا نعلم عن النتيجة كيف هي 100%، وفي الوقت نفسه توقعات علماء الأرصاد في العالم أجمع ليست تخمين وحدس وتنجيم، وإنما قائمة على أسس وقواعد فتكون نتيجتها قريبة من الواقع وأحياناً مطابقة، ولأن المتلقي قد يجهل هذا تأتيني رسائل لوم وعتب بل واستهجان أحياناً.. ولله في خلقه شؤون.
٭ وما أبرز ردود الفعل تجاه ذلك؟
-أنزعج ممن يستشهد بمقولة: «كذب المنجمون ولو صدقوا» ويعتقد الكثيرون أنه حديث وهو ليس كذلك، وهذه المقولة يُقذف بها بعض الناس مستقرئي الأحوال الجوية! والصحيح أن علم التنبؤات الجوية قائم على معطيات علمية، وبيانات رقمية، وخبرات تراكمية، تقترب إلى الحقيقة كلما كانت الفترة قصيرة، ومعرفة أحوال الطقس المستقبلية شأن غيبي للعامة، ولكنه في الوقت نفسه ليس غيبياً للمشتغلين في هذا العلم، وبالتالي أنا أتفهم ردود الفعل مهما كانت فالمجتمع حديث عهد بتلك العلوم والتقنيات مقارنة بأمم أخرى.
٭ هل التوقعات الخاطئة قد تغيّر نظرة المجتمع نحو الفلك وأهله؟
- ينبغي ألا نخلط بين علمي الفلك والأرصاد الجوية، فهما علمان مستقلان، وكل علم له منهجه ونظرياته وأدواته ومراجعه، وما زال الإعلام وبعض الناس يجعل علم الأرصاد الجوية وعلم الفلك علماً واحداً! ويعتقدون أن علماء الفلك وهواته يستطيعون الحديث عن المناخ والطقس، وأن علماء الأرصاد وهواته يتحدثون في الشأن الفلكي، وهذا مجانب للصواب، إلا من جمع بينهما وهم أقل من القليل، وعليه ينبغي أن يتغير سؤالك لتقول:
٭ هل التوقعات الخاطئة قد تغيّر نظرة المجتمع نحو علم الأرصاد الجوية وأهله؟
والجواب: إذا اعتمد المجتمع على خزعبلات وحدس وتخمين المنتسبين لهذا الفن والعلم زوراً فربما تتغير النظرة فعلاً، ولكن كما ذكرت آنفاً المتلقي ذكي، هذا من جهة ومن جهة أخرى الانشغال في التوقعات الجوية لا يمكن لأحد أن يتعاطاه إلا وتنكشف حقيقته هل هو من أهله أو متطفل عليه، بعبارة أخرى «المياه تكذب الغطاس».
٭ ما رأيكم في الدور الذي تقوم به الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة؟
- ليست المشكلة لدى الرئاسة أنها مقصرة، المشكلة أنهم لا يعلمون أنهم مقصرون عن الجهات المعنية في الأرصاد الجوية في الدول الأخرى، والطامة الكبرى أن هواة الطقس والمناخ في المنتديات والمواقع الإلكترونية تفوقوا عليهم في المخرجات والتوقعات، بل والتعامل مع التقنيات الحديثة في التعاطي مع علم الأرصاد الجوية، ومع ذلك عندي أمل أن معالي الرئيس الجديد لديه جديد.
٭ هل هناك تعاون بينكم وبينها فيما يخص التوقعات والتغيرات المناخية؟
- لا.
٭ «فلكية جدة» تكاد تكون الجهة الوحيدة المعتمدة، فلِمَ لا يوجد مماثلات لها في المدن الكبيرة؟
- مع الأسف لا يوجد في السعودية جمعية فلكية رسمية حتى هذه اللحظة!! بينما كل الفنون والعلوم لها جمعية سعودية رسمية تستظل تحتها، وترعى شأنها، و»فلكية جدة» لا تعدو كونها اسماً خلفه شخص هاوٍ واحد مجتهد، ويقوم بعمل مشكور، وجهد ـ إن شاء الله ـ مأجور ليسد ثغرة عجزت عنها الجهات الحكومية المعنية والله المستعان.
٭ هل نستطيع القول إن ما يصدر عن فلكية جدة هو المعتمد، والبقية اجتهادات للفلكيين؟
كما ذكرت آنفاً «فلكية جدة» خلفها رجل هاوٍ مجتهد ونشيط إعلامياً.
٭ لك تصريح في إحدى الصحف تقول فيه:
«خذ نصف حكي الفلكيين والباقي ارمه بالبحر وإذا ما عندك بحر تصرف»، ما الذي جعلك تصرح به؟
التصريح منقول من رسالة «جوال كون» الذي أعد رسائله، ولم يرد في الرسالة الأصلية إشارة أو عبارة «الفلكيين» البتة، إذ ما دخل الفلكيين بعلم الطقس والمناخ؟. وعلم الفلك والفلكيون لا شأن له ولهم بعلم الأرصاد الجوية، والعكس صحيح، والجمع بينهما يمكن ولكن قليل. وجاء التصريح في الرسالة لكون بعض المتابع يحاسبك بالمسطرة، على كل عبارة وكلمة بشأن التنبؤات الجوية، وهي معقدة جداً، وقائمة على علم لم يكتمل! ولن يكتمل)!! إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)لقمان: ٣٤، وعلم الأرصاد الجوية علم متطور ومفيد وتنبؤاته قصيرة المدى صحيحها أكثر من خطئها بالجملة، ولكن بعض الناس يُحمل العلم مالا يحتمل، وعلم الأرصاد الجوية يعتمد على معادلات رياضية وقوانين فيزيائية، ولكن تنبؤاته ليست قطعية الثبوت، فلا تُحمل العلم ما لا يحتمل، وعلم التنبؤات الجوية علم قائم على معطيات علمية، وبيانات رقمية، وخبرات تراكمية، مخرجاته (تقترب) إلى الحقيقة كلما كانت الفترة الزمنية قصيرة والله اعلم.
٭ وهل ذلك يعبر عن استيائكم ممن ليسوا أهلاً للفلك؟
- كما ذكرت لا شأن لعلم الفلك بعلم الأرصاد الجوية، والخلط بينهما مع الأسف هو السائد في الأوساط الإعلامية فضلاً عن غيرها.
٭ قد يتوقع فلكي حدوث ظواهر كونية على مدار عام واحد، أما يعد ذلك من الصعوبة بمكان؟
- يلزمك أن تمثل وتحدد ما نوع الظاهرة الكونية؟ فإذا كانت ظاهرة فلكية تحسب بالحساب الرياضي كالكسوف والخسوف والعبور والشروق والغروب وما شابهها، فإن الحساب الرياضي الفلكي يعطيك نتائجها في الماضي والحاضر والمستقبل لآلاف السنين والله تعالى يقول: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)الرحمن: ٥، أما إذا كنت تقصد التوقعات المناخية والطقسية فهذه أُعيد وأُكرر لا تندرج تحت هذا الفن، وشأن التوقعات فيها صعب، وغير دقيق بوجه عام والله اعلم.
٭ وإذا ما حدث عكس تلك التوقعات، ألا يُوقع ذلك في الحرج؟
- بالنسبة للتوقعات الجوية لا أجد حرجاً أن أتوقع حالة جوية معينة بناء على معطيات ميدانية، وبيانات رقمية، ومخرجات حاسوبية، وصور الأقمار الصناعية، وخبرة تراكمية، وقراءة تاريخية، ثم لا تحدث على الوجه المتوقع؛ لأن علم الأرصاد الجوية كما ذكرت علم لم يكتمل، ولن يكتمل! لصعوبة فهم إيقاعات الغلاف الجوي، وتفاعله مع العوامل المؤثرة فيه، خاصة النشاط البشري، وهذا ما يلزم إحاطة الناس به والله اعلم.
٭ وهل توقعتم شيئاً من هذا القبيل؟
- على مستوى التوقعات الجوية فهذا ديدن المتنبئ الجوي، وكذا الجهات المعنية الحكومية في كل دول العالم، وهذا أمر مفسر ومعلوم بالضرورة لكل من يعلم حقيقة علم الأرصاد الجوية.. والحالة تلك لا تُعيب.
٭ ما أبرز الظواهر الكونية التي سيشهدها العالم – بمشيئة الله -؟
- خلال ما تبقى من عام 1435 سيشهد العالم خسوفاً للقمر منتصف شهر ذي الحجة، وكسوفاً للشمس آخر يوم من الشهر نفسه، ولن تُشاهد في أفق السعودية والله أعلم.
٭ الغبار بدأ ينشط كثيراً في السنوات الأخيرة، فإلامَ يعود ذلك؟
- والله أعلم يرجع إلى التغير المناخي، وما يسمى بالاحتباس الحراري، والذي تواجهه الأرض منذ أكثر من نصف قرن، هذا من جهة ومن جهة أخرى النشاط البشري السلبي تجاه البيئة والذي نتج عنه تفكيك التربة وتعريتها عبر الرعي الجائر، والنشاط التنموي والاقتصادي عبر التنمية غير المستدامة.
٭ وهل الغبار الذي نراه بين فترة وأخرى قد شُهد من قبل؟
- العواصف الغبارية في السنوات الأخيرة أكثر تردداً، وأشد وطأة، وأكثف غباراً، وبالمناسبة وبسبب التغير المناخي العالمي فإن معظم عناصر المناخ أصبحت أكثر عنفاً مما كانت عليه قبل التغير المناخي والله أعلم.
٭ ما صحة الاعتقاد السائد حول فائدة الغبار وقتله الفيروسات؟
- نعم يتناقل الناس مقولة لابن خلدون في مقدمته حيث قال: «يرسل الله الغبار فتقوم هذه الأتربة والغبار بقتل الحشرات، وتتراوح حجم حبة الرمل بحسب الحشرة فبعضها صغير يدخل عيونها، وبعضها يدخل أنوفها وبعضها في جوفها، وبعضها في آذانها وتميتها، فلا يقتلها ويبيدها إلا الغبار»
قلت: أولاً: لا أدري من أين أتى الناس بهذه المقولة! فهي لم ترد في كتابه المقدمة كما نقلوا.
ثانياً: الذي يظهر ـ والعلم عند الله ـ أن الغبار بوجه عام أضراره أكثر من منافعه ومن أبرز أضراره:
التلوث البيئي، ويرفع درجة الحرارة ليلاً، كما تتسبب العواصف الغبارية في الأمراض الرئوية كالربو، وأمراض العيون كجفاف العين، كما ثبت أن ذرات التراب تحمل على ظهرها البكتريا الضارة، والفيروسات، والجراثيم الفطرية، فتنقلها من مكان إلى آخر، ويشار إلى إن العواصف الغبارية في أفريقيا هي المسؤولة عن نشر جراثيم التهاب السحايا (الحمى الشوكية) وسط إفريقيا، فقد استطاع الباحثون عزل البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا من ذرات الغبار، والأخطر أن ذرات الغبار الصغيرة 2.5 ميكرون (والميكرون يساوي سُبع قطر الشعرة) والتي يمكن أن ينقلها الهواء لآلاف الكيلومترات تستطيع حمل البكتيريا إلى مسافات بعيدة جداً، ناهيك عن كون العواصف الغبارية تتسبب بعشرات الحوادث المختلفة، وتعطيل آلاف المسافرين وتسبب ربكة في خطوط الملاحة الجوية، وتدفع بالمئات من الناس لمراكز الطوارئ طلباً للأكسجين، والعواصف الرملية تؤثر بشكل مباشر على النشاط التجاري والزراعي والسياحي والرياضي والنقل والمواصلات وكذا العمليات الحربية.
ومن منافعه وإيجابياته تخفيف أشعة الشمس، ومن ثم انخفاض درجة الحرارة نهاراً، وأثبتت الدراسات أن هبوب العواصف الغبارية الإفريقية على المحيط الأطلسي نتج عنها تخفيف أشعة الشمس، ومن ثم تبريده؛ وهذا بدوره خفض معدل الأعاصير المدارية المدمرة والتي تضرب أميركا وذلك عام 2006م. ومن منافعه والتي ثبتت حديثاً تخصيب الغابات المطيرة في أمريكا الوسطى والجنوبية على سبيل المثال، عبر نقل المغذيات المعدنية من الصحاري البعيدة، وثبت أيضاً من منافعه نقل عنصري الحديد والفسفور والتي لها دور في تخصيب سطح المحيطات بتعزيز نمو العوالق النباتية البحرية (البلانكتون)، وبالتالي تستفيد الأسماك منها، كما ثبت هذا في شمال المحيط الأطلسي.
٭ بما أنكم خبير فلكي، فما الذي تحلم به وتأمله؟
- أحلم بأن يُقذف في قلبي وقلب كل مسلم العزَّة والفخر، كما هي في قلب الأمريكي، والأوروبي، والياباني، والكوري نتاج مخرجاتهم التقنية، ومنتجاتهم الصناعية، وقواتهم العسكرية، وعدالتهم الاجتماعية، وبحوثهم العلمية، حتى لا نكون عالة على غيرنا نأكل ونلبس ونقرأ ونركب ونتسلح مما تُنتجه عقولهم، وتلفظه مصانعهم، والمؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، ومن لم يستشعر الذلة والمهانة التي تعيشها الأمة هو جزء من المشكلة.
٭ قبل موسم أو اثنين، تلقى الناس خبر عودة الجزيرة أنهاراً وكأنه خبر يقين، فهل عوامل الطقس تشير إلى قرب ذلك؟
- عام 1429 كتبت وشرحت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «لا تقوم الساعة.. حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً» في ست حلقات، ولم يكتمل الشرح بعد، وهو – أزعم – من أوسع وأطول الشروح الجغرافية الفلكية العلمية لهذه النبوءة المحمدية.. المزودة بالصور والأرقام والخرائط والأشكال.. وعليه فإني أحيلك وأحيل كل من يهتم بهذا الأمر إلى الحلقات الست في موقعي اضغط هنا :
٭ كلمة أخيرة.
- أشكر لكم حسن ظنكم بأخيكم.. والله ينفع بكم ويمدكم بالسداد والتوفيق وصل الله على نبينا محمد.
رابط الحوار عبر موقع مجلة الدعوة
*******
*عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون
1435-10-17هـ
2014-08-13م
www.almisnid.com
almisnid@yahoo.com
|