|
|||
---|---|---|---|
الرياح الهابطة Downdraft) Downburst)
:. عندما تتكون السحب الركامية العظيمة من نوع Cumulonimbus فوق منطقة ما، تسبب أحياناً برياح هابطة Downdraft من علو يناهز 8 كم تقريباً، خاصة عندما تكون درجات حرارة الهواء فوق سطح الأرض والأجواء التي تتشكل فيها السحب متباينة جداً، والرياح الهابطة الباردة من قمم السحب الركامية أو من وسطها وفي طريقها لسطح الأرض تمر بطبقات دافئة، ثم تضرب الأرض بسرعة وعنف، عندها تواجه تُربات رملية مفككة، وجافة، وعارية من الأشجار، والمسطحات الخضراء؛ فيثور الغبار كالعادة، وبسبب حركة الرياح الدورانية تتكون الجُدر الغبارية السوداء الكثيفة والمهيبة والمخيفة والتي أحياناً تقلب النهار إلى ما هو أشد من الليل.
:. والرياح الهابطة، نتوقعها في ظل ظروف جوية معينة، ومعطيات رقمية محددة، ولا نستطيع الجزم بها، ولا تحديد وقتها، ومكانها بدقة؛ لصعوبة الامكانات التقنية لدى الفرد، بينما على مستوى الرئاسة العامة للأرصاد فهم يستطيعون مراقبة الكتل الركامية الضخمة والعواصف الرعدية بشكل آني، وآلي عبر رادار Doppler بل وبالبعد الثلاثي 3D، وعبر صور فضائية، وبيانات رقمية، تُمكنهم من معرفة حركة الرياح العمودية داخل العواصف الرعدية، والتنبؤ بحدوث التيارات الهابطة، ومن ثَم التحذير من العاصفة الغبارية الناجمة عن الرياح الهابطة بفترة (لا تقل) عن 30 دقيقة عبر وسائل الإعلام، والرسائل النصية، وهو وقت يكفل أخذ الحيطة من المواطنين، وتأهب الجهات المعنية نسبياً.
:. علماً أن مراقبة الرياح الهابطة، والتحذير منها يتطلب مراقبة آنية بشتى وسائل الرصد الحديثة الأرضية، والفضائية حتى يتمكن المتنبئ الجوي من التحذير منها، وهذه تحتاج إلى جهات حكومية رسمية متخصصة.
*الأستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون www.almisnid.com
|
|||
|