|
|||
---|---|---|---|
:. من خلال مشاهدة عدة مقاطع مصورة في الحرم وخارج الحرم وقريباً من الرافعة تبين لي ما يلي: أولاً: أن سقوط الرافعة لم يكن بسبب صاعقة كما قيل، والمقاطع المصورة توضح هذا؟ ثانياً: تبين من خلال المقاطع المصورة أن الرياح الهابطة شرقية إلى شمالية شرقية في محيط الحادثة على الأقل، كما تبين من خلال تحليل المقاطع أن ذراع الرافعة العملاق كان ممدوداً باتجاه المسعى، بمعنى أن امتداده كان مع اتجاه الرياح، وهذا ساهم في تعاظم الحمل، والثقل باتجاه ذراع الرافعة المدود باتجاه المسعى؛ فسهل على الرياح قلب الرافعة، كما أهيب بلجنة التحقيق النظر في محاور الارتكاز لدى الرافعة هل هي ممدودة بكامل طاقتها باتجاه الحرم لتحمل ثقل الذراع؟ وتعمل على حصول التوازن في الالية؟ أم هي منكمشة لتقليل مساحة الرافعة وعدم التضييق على المصلين؟ أخيراً: وبالاطلاع على المقاطع المصوره نجد أن الرياح لم تقتلع الكثير من الجُدر المؤقته، والحواجز، واللوحات، وعشرات الرافعات الأخرى في الحرم المكي، وهذا مؤشر أن وضعية الرافعة العملاقة مع الرياح الهابطة شكل هذه الحادثة الأليمة .. والله أعلم.
:. يظن البعض أن تغيير طبوغرافية مكة عبر إزالة بعض الجبال أثرت سلباً على عناصر المناخ، والصحيح أن عناصر المناخ تكون في المناطق الجبلية أشد عنفاً خاصة الرياح و (كثافة) المطر تكون اشد (عادة) من المناطق المنبسطة، و (جدلاً) لو أزلنا جبال مكة كلية وجعلنها منبسطة سهلة لخفت شدة الرياح، وقلت كثافة التهطال، ولربما انخفظت درجة الحرارة أيضاً، وعليه أقول أن الجبال عادة تُحاصر الرياح وتكدسها عبر منافذ (أودية) ضيقة؛ فيزيد اندفاعها، وتزيد سرعتها مقارنة بالمناطق المنبسطة، ومما زاد في شدة الرياح بمكة ناطحات السحاب التي تقوم بدور الجبال في نطح الرياح وتجميعها وضغطها ثم دفعها للإسفل بشدة وقوة، لذا نُشاهد في بعض ناطحات السحاب كاسرات الرياح تركب قريباً من الأدوار السفلى؛ لتمنع وصول الرياح الهابطة من العلو ـ بسبب جرم المبنى ـ إلى الأسفل حفاظاً على من يقف حول المبنى، لذا نجد الرياح قد تضاعفت تحت أبراج الساعة فدفعت بالبشر بسرعة قاربت 100 كلم بالساعة والله أعلم.
*الأستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون www.almisnid.com
|
|||
|