أقصى تقدير لأمطار جدة والتي هطلت نهار اليوم يُشير إلى هطول 30 ملم فقط، ومع ذلك وقعت الكارثة المخجلة!؟ مشكلة جدة ليست سماوية بل أرضية، وقلتها في كارثة عام 2009م والتي قتلت عشرات الأبرياء، و ما حصل في 25 نوفمبر 2009 بجنوب جدة، أو في 3 مايو 2010 بشمال الرياض من سيول، وفيضانات، وغرق وخسائر أسبابها أرضية، وليست سماوية جوية! متمثلة في تفريط الإنسان، وأنانيته، وضعف وازعه الديني، وانتمائه الوطني، وليست سماوية جوية خارجة عن الإرادة، إذ إن التغير المناخي بريء من كوارث جدة! وظاهرة إل نينو بريئة من غرق جدة!!
وعلى سبيل المثال كميات الأمطار الهاطلة اليوم 17 نوفمبر 2015م على جدة ليست بالكميات التي تهدم! ولا تجرف! ولا تدمر! ولا تغلق الطرق! ولا تغرق الأنفاق، ولا تعلق الدراسة، ولا تجعل الناس في حيص بيص شذر مذر!! إلا أن تدخل الإنسان السلبي في تعمير وتدمير بطون الأودية طمعاً، وجشعاً قد أفضى إلى كوارث، وفواجع إنسانية لا حصر لها.
أزعم أن المشكلة تغير اجتماعي (فساد) قاد إلى تغير جغرافي!! وليس بسبب التغير المناخي ـ والله المستعان ـ ثم هل ضاق بنا أكثر من مليوني كيلومتر مربع (مساحة السعودية) حتى نتوسد الخطر!؟ ونلتحف الموت في تخطيط بطون الأودية والشعاب!؟.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى أولم يكف أن قدم المواطن المسكين 414 ضحية جراء كارثة 2009م ليقول للمسؤول: آما آن لك أن تستقيل!!!.
وقبل الختام وبعد أمطار جدة اليوم أقول لأصحاب نظرية ومؤامرة "تفريق السحب" بجدة .. أين طائراتكم التي كانت تُحلق فقط في أذهانكم!!؟ .. هذا والله أعلم.
*******
*الأستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون 1436-02-05هـ 2015-11-17م