|
|||
---|---|---|---|
حينما تتمرد الرياض على أهلها!!
السعودية بحاجة إلى بناء عاصمة سياسية جديدة وصغيرة، ولتترجل الرياض إلى عاصمة تجارية، ثقافية، تاريخية؛ رحمة ورأفة بأهلها.
لا أعلم إلى متى والجهات المعنية تنفخ في العاصمة أفقياً ورأسياً وتُسمنها، حتى باتت العاصمة قاصمة للوقت، قاصمت للصحة، قاصمة للمال، بل وحتى للنفس.
مخططو العاصمة هل أنتم سعداء في تكديس ربع سكان السعودية في مدينة واحدة!!؟ (الرياض) وهل هذا هدف إستراتيجي لكم!؟ أم أنه جاء محض الصدفة!؟
كم وكم من السلبيات والإخفاقات في تكدس، وتجمع ربع سكان السعودية في مدينة وحيدة يتيمة، طولها 60 كم، وعرضها 50كم!!؟ الرياض
إن استمر نمو الرياض بهذا المعدل، فلن تستطيع الجهات الخدمية، ولا الأمنية، ولا الصحية، ولا التعليمية مواكبة النمو غير الطبيعي!!
أهيب بالجهات المعنية في تخطيط العاصمة لإيقاف نمو الهجرة إلى الرياض، بل والتخطيط لتقليص سكانها إلى 3 مليون على الأقل خلال العقدين القادمين.
من صور التخطيط الجغرافي: تفريغ الرياض لحساب المحافظات الرديفة والمجاورة، وربطها مع بعض بسكة قطارات سريعة ومطارات صغيرة دولية.
لا أعلم السبب الهندسي ولا التنموي ولا التخطيطي ولا حتى الأمني في تكدس الكليات العسكرية في الرياض كلية الملك عبدالعزيز والملك فيصل والملك خالد والملك فهد وبضعة معاهد عسكرية أخرى!!
حتى ولو كانت مساحة السعودية كمساحة البحرين؛ فمن غير المناسب تخطيطياً وضع الكليات والمعاهد العسكرية في العاصمة، ولكن في ضواحيها أو مواقع جغرافية ملائمة.
هذا ليس رأياً جديداً، ولا اختراعاً بديعاً بل سنة من سنن التخطيط الجغرافي المدني الحضري.
لو كنت مخططاً لوزعت ابتداءاً الكليات العسكرية الأربع في 4 محافظات صغيرة حول الرياض مع ربطها بقطار سريع بالعاصمة، وهذه سياسة تُحجم العاصمة و تصنع مُدناً رديفة.
لو كنت مخططاً لوضعت جامعة الإمام في حريملاء، ووضعت جامعة الملك سعود في المزاحمية لتوطين أكثر من 200 الف فيهما، وربطتهما بقطار سريع مع الرياض.
لو كنت مخططاً لوضعت حي السفارات، والعاصمة السياسية الجديدة بين الرياض ورماح شرق جال العرمة وربطتها بقطار سريع مع الرياض. لو كنت مخططاً لما سمحت لأكثر من 2150 مصنعاً في الرياض أن تنشأ، بل لوزعتها على سدير، والوشم، والأفلاج وربطتها بقطار سريع مع الرياض.
لو كنت مخططاً لما بنيت مركز الملك عبدالله المالي في الرياض ولجعلته في ضرما وربطته بقطار سريع مع العاصمة.
لو كنت مخططاً لما وضعت كتلة بشرية ضخمة تتمثل بالحرس الوطني في الرياض ولجعلته في رماح، وربطته بقطار سريع مع العاصمة.
وكل مدينة رديفة للعاصمة أوفر فيها كل سبل الحياة العصرية حتى تكون جاذبة لا طاردة، وبالتالي يستوطن الطالب والموظف فيها ولا يحتاج الرياض.
حبذا ألا يسمح التحول الوطني 2030 لأي مدينة بأن تكون مليونية!! وهذا أدعى للسيطرة على المدينة في جميع النواحي وهو عنوان حضاري في الوقت نفسه.
******* *الأستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون |
|||
|