علم الفلك وعلماء الشريعة .. علاقة متأزمة!!

د. عبدالله المسند*

أكثر من 700 آية في القرآن الكريم تتحدث عن الكون!!
ماذا يعني هذا؟ .. وما حكمة الخالق المدبر المالك في هذا السرد والتكرار!؟
ومع ذلك كله لا يوجد مقرر واحد في كليات الشريعة!! وأصول الدين!! والدراسات الإسلامية!! والمعاهد الشرعية! عن الفلك والكون!!؟
ولو من باب التدبر، والتفكر، والتأمل!!؟
أو حتى من باب تفسير العدد الهائل من الآيات في هذا الخصوص!؟

ليس هذا فحسب ...
بل إن علم الفلك لدى ((بعض)) الكليات والجهات الشرعية محارب!! ومنبوذ!! بحجة أنه تنجيم!؟، ورجم بالغيب!؟ زعموا.
على الرغم أن الأشهر، والعبادات مرتبطة فيه (الشمس والقمر بحسبان) (1+1=2).

قابلت معنيين بثبوت الشهر من قضاة فوجدهم ملمين بالفقه، والسنة، والنحو، والصرف، والأدب، والشعر، والفرائض، والتاريخ، وأمور اجتماعية، وسياسية، واقتصاية، وزراعية، فلما وصلنا إلى علم الفلك النتيجة لم ينجح أحد!!
بعبارة أخرى لم يقرأ مذكرة واحدة يتيمة في علم الفلك فضلاً عن كتاب!!؟

هناك عزوف وأحياناً تعالٍ على علم الفلك وتطبيقاته من قِبل ((بعض)) علماء الشريعة وطلبة العلم الشرعي!!
وما ذاك إلا بسبب إسفين دقه بعض العلماء المتقدمين محذرين من علم الفلك كونه هو التنجيم بعينه!!؟
فجاء الخلف وقالوا إنا وجدنا علماءنا على أمة وإنا على آثارهم مقلدون!!

كنت أتمنى أن علماءنا وفقهاءنا الفضلاء النبلاء قرروا مادة أو أكثر في "مبادئ علم الفلك" في كليات الشريعة، وإلزام القضاة المعنيين في تحديد الشهر بذلك. 
أقول هذا ليس من أجل علم الفلك لذاته، ولكن لِما جاء في القرآن من آيات ونصوص كونية، لن تكتمل معرفتها وتفسيرها دون خلفية فلكية ولو ميسرة.

تخيل أن تجد الشيخ يقرأ متناً في كتاب الطهارة ـ مثلاً ـ ويشرحه ويُدرسه أكثر من 40 مرة خلال 40 سنة!! ولا يعطي من وقته 7 أيام فقط لقراءة كتاب في الفلك!؟.

وفي هذا السياق أشيد بعلم وعمل الشيخ عبدالله بن منيع والشيخ عبدالمحسن العبيكان والشيخ سعد الخثلان ـ حفظهم الله ـ فيما يتعلق بالأهلة على وجه التحديد فقد قاموا بالواجب ونصحوا الأمة من خلال تقاريرهم العلمية وفتاويهم الشرعية في وسائل الإعلام.

دمتم متأملين .. متفكرين .. متدبرين .. لآيات الكون من خلال القرآن الكريم.
هذا والله أعلم.
 

 
*******

 *الأستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون
1438-01-08هـ
2016-10-09م

www.almisnid.com
almisnid@yahoo.com