|
|||
---|---|---|---|
عبقرية العرب الفلكية
اتخذ العرب من قران القمر بنجوم الثريا تقويماً زمنياً ذكياً؛ ليحددوا من خلاله بداية الفصول، والأوقات، وعلى وجه التحديد بداية القر والحر، والربيع، وذلك عبر مفردات مسجوعة، وقصيرة ومعبرة، وما ذاك إلا لارتباطهم الوثيق بمواشيهم، وحلالهم التي فيها ومنها حياتهم واقتصادهم، ومن أجلها يقيمون تارة، ويظعنون تارة.
ويبدأ تقويمهم المعتمد على قران القمر بالثريا من شهر ديسمبر، وينتهي في شهر مايو، وهو بهذا يمثل ستة أشهر من السنة فقط، وأحسب أنهم أغفلوا بقية السنة عن عمد؛ لكونها فترة لا توافق ربيعاً، وكون الأجواء شبه رتيبة، ولأن البادية لا يمتهنون الزراعة، فلا تعنيهم مقارنة القمر بالثريا خلال فصل الصيف، ودونك ما ورد من ثقافتهم الفلكية في تحديد الأزمان، ووصف الحال والمكان. فعندما يقارن القمر الثريا ليلة 11 من الشهر القمري يقولون:
ولبقية الاقترانات يقولون:
بعدها يختفي المعيار الذي يعتمدونه وهو نجوم الثريا في شعاع الشمس عند الغروب، وتبدأ تغيب الثريا مع الشمس، فتختفي نحو 40 يوماً، وذلك فترة القيظ (الصيف)، ثم تظهر وتلوح مرة أخرى من جهة الشرق فجراً .. هذا والله أعلم. *الأستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون |
|||
|