|
|||
---|---|---|---|
فصول "صح النوم" عرض المشكلة .. واقتراح الحل.
:. يتزامن شهر رمضان مع فترة العام الدراسي من عام 1441هـ، وسيفارقها عام 1459هـ، ليمكث فيها مدة 19 سنة (بهامش خطأ مقداره سنة) و رمضان يتقدم كل سنة بمعدل 11 يوماً على سلم الشهور الميلادية.
:. علماً أن الفترة السابقة والتي كان شهر رمضان يتزامن فيها مع العام الدراسي بدأت عام 1407هـ، وانتهت عام 1428هـ، وبلغ طولها 22 سنة، بعدها درس الطلاب والطالبات فترة 12 سنة دون المرور بشهر رمضان، من عام 1429 حتى 1440هـ.
:. ومن الطريف أن الطلاب والطالبات الجدد (سنة أولى ابتدائي) سيلتحقون بالدراسة في العام الدراسي 1441هـ وسيتخرجون من الجامعة ولم يفارق شهر رمضان العام الدراسي!!.
:. هذا من جهة، ومن جهة أخرى أثبتت النتائج الميدانية التربوية أن الدراسة خلال شهر رمضان ـ خاصة في الشهور الحارة ـ إنتاجيتها متدنية من جهة الطلاب والمعلمين كما الإداريين، وما ذاك إلا لظروف وعوامل 3 هي: طبيعية، اجتماعية، وصحية.
:. فالعامل الطبيعي يتمثل بأجواء حارة جداً في فصل #الصيف، والذي يُمثل نحو 5 أشهر على الأقل في أجواء #السعودية (من مايو حتى سبتمبر)، فالسماء فيها صحو وصافية، والشمس ساطعة حارقة.
:. أما العامل الاجتماعي فيتمثل بعادة اجتماعية سعودية متأصلة، ومن الصعب أن ينفك الشعب السعودي عنها، وهي السهر طوال ساعات الليل في شهر رمضان، سواء أُقرت الدراسة فيه، أم لا!! وهذا أمر مجرب ومشاهد، مما يجعل العملية التعليمية أكثر صعوبة وتعقيداً.
:. والعامل الثالث صحي يتعلق بالبدن، إذ إن الطلاب والطالبات كما المعلمين والمعلمات صائمون، وغالباً ما يكونون في سهر طول الليل، مع أجواء نهارية حارة، وسماء من السحب خالية، وشمس حارقة، فهذا العامل الثالث (العطش والجوع) يتزامن مع السهر والحر، فيدفع إلى اختصار الحصة، وإلغاء الفسحة، وكلها تساهم في ضعف العملية التعليمية والتربوية، وتدني التحصيل العلمي، بل وأجواء تبعث على الملل والعجز وقلة الإنتاجية، مما يدفع إلى كثرة الغياب من قِبل الطلاب والمعلمين من الجنسين، وهذا أمر محسوس، واسألوا المعلمين إن كنتم لا تصدقون عن فصول "صح النوم".
:. وعندما يتحدثون عن الرعيل الأول في تاريخنا الإسلامي.. كيف صنعوا في رمضاناتهم من انتصارات، وإنجازات، ومخرجات!؟ .. فهم يتحدثون .. بل ويفكرون منفكين عن بيئتهم ومجتمعهم!! إذ إن الرعيل الأول لم تُنِرْه الأضواء، وتُبرده الكهرباء، الرعيل الأول لا يعرف السهر حتى شروق الشمس، وأجسام الرعيل الأول توطنت على الجوع والحر والجلد في العيش، وعليه فالمقارنة غير عادلة ولا منطقية، علاوة على أننا لا يمكن أن نقارن جيل اليوم بجيل الأمس!! لأسباب يطول طرقها وشرحها هنا، ثم إذا كنتم ستلزموننا بحال الرعيل الأول في رمضان، فإنه (قد نُقل) عنهم أنهم يتخلّون عن كل شيء في رمضان بما فيه طلب العلم، ويتفرغون للقرآن، فهل يلزمكم هذا؟.
:. وفي الختام .. إن أبيتم الحل.. فلا أقل من تعطيل الدراسة في شهر رمضان إذا وافق الشهور الحارة (أبريل ، مايو، يونيو، سبتمبر، أكتوبر)، وتُعتمد الدراسة خلال رمضان إذا وافق الشهور الباردة (نوفمبر، ديسمبر، يناير، فبراير، مارس) لاعتدال أجوائها وقصر نهارها .. هذا والله أعلم وأحكم.
*الأستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون |
|||
|