|
|||
---|---|---|---|
:. الحمد لله مطرنا بفضل الله ورحمته...
في خلال فترة قصيرة تأثرت المملكة مطلع موسم 1429هـ بحالة طقسية مميزة وتاريخية وذلك عبر حالتين ممطرتين ولله الحمد:
الأولى نهاية شهر شوال 1429هـ: عبر بوابة المنخفضات الاستوائية وذلك عندما تأثرت الجزيرة العربية آخر شهر شوال بنظام الطقس الاستوائي عبر تخلق منخفض عميق فوق شمال المحيط الهندي ما برح أن تطور وأصبح عاصفة استوائية أثرت على كل من اليمن وغرب سلطنة عمان والسعودية والعراق بأمطار متفرقة وفي شرق اليمن غزيرة ومدمرة راح ضحيتها أكثر من 100 شخص.
:. الحالة الثانية بدأت في 4/11/1429هـ 2/11/2008م وهي أطول وأغزر مطراً من الحالة الأولى: عبر بوابة الكتلة الهوائية المدارية الرطبة والنشطة والتي شكلت حالة عنيفة من عدم الاستقرار الجوي في المملكة، هذا الكتلة الرطبة الحاملة لكميات هائلة من بخار الماء تخلقت بإذن الله فوق بحر العرب وشمال المحيط الهندي ثم دفعتها الرياح الموسمية فوق القرن الأفريقي وأثيوبيا ثم نقلت عبر منخفض جوي مداري متمركز فوق السودان والبحر الأحمر إلى الجزيرة العربية عبر جنوبها الغربي وباتجاه الشمال الشرقي لتقطع حوالي 3000كم، هذا من جهة ومن جهة أخرى تمركز منخفض جوي آخر فوق إيران من عدة أيام ساهم الأخير في تحفيز منخفض البحر الأحمر ليجثم فوق المملكة لعدة أيام، حيث اندمجت الكتلة الرطبة فوق السعودية مع أخرى فوق إيران وكونا كتلة رطبة عظيمة ومنخفض حراري سطحي فوق المنطقة تشكلت منها بأمر الله حالة جوية عنيفة وممطرة وغير مستقرة، وهذا لم يكن لولا التفاعل الديناميكي بين المنخفض السطحي فوق المملكة ولسان من الهواء البارد في طبقات الجو العليا الذي هيئه الله تعالى ليساهم بشكل رئيس في تشكل السحب الركامية الممطرة بإذن الله.
ويشار أن هذه الوضعية الجوية إذا ما توافرت شروطها كاملة تعد أكثر أمطاراً من المنخفضات الجوية الأخرى، ونسبة تكرارها في المملكة نادرة، كما أنها عند نشوئها تشكل حالة جوية غير مستقرة وعنيفة تستمر لعدة أيام، وتجدر الإشارة إلى أن يوم الأحد والاثنين الماضيين أصبحت السعودية في المركز الثالث عالمياً بعد روسيا والبرازيل في حدة عدم استقرار الجو.
والحالة الجوية هذه معقدة وغير مستقرة حيث بدأت آثرها العملية بنزول المطر من ليلة الأحد الماضي عندما شهدت المنطقة الوسطى خاصة هطول أمطار قياسية بلغت 53، 49، 48، 43.5، 40، 32 ملم في علقة، ، المذنب، الزلفي، عنيزة، بريدة والرس على التوالي، وهذا يعني أن هذه المدن والمحافظات هطلت عليها أكثر من ثلث الكمية السنوية الوسطية في يوم واحد، وأعقب هذا أمطار غزيرة ليلة الاثنين الماضي شملت كل من القصيم والزلفي وسدير والوشم وحفر الباطن والأفلاج تلا ذلك أمطار غزيرة على منطقة الرياض يوم الثلاثاء والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ويذكر أن النماذج العددية التنبؤية كانت قد كشفت عن حالة مميزة تتركز عبر قطاع يبدأ من جنوب غرب المملكة حتى شمال شرقها مروراً بوسطها حيث توقعت النماذج العددية أن تهطل أمطار تصل من 50- 100 ملم وقد حصل شيئاَ من هذا يوم الأحد وليلة الاثنين مما تسبب بجريان سطحي لمعظم الأودية في المناطق الممطورة.
هذا وفي وقت سابق اقترح الدكتور المسند عبر قناة كون وبعض منتديات الطقس في الأنترنت أن تسمى هذه الحالة الجوية النادرة والمميزة باسم "الخير 29" وذلك ليسهل تميزها عن غيرها من الحالات السابقةواللاحقة، ويسهل التعامل معها بين الناس والإعلام والمختصين والدارسين في علمالأرصاد الجوي، والإشارة لها في المستقبل في الدراسات المناخيةالتاريخية بإسمها وتاريخها وربط كل الحوادث ذات العلاقة بهذاالإسم، وقال الدكتور المسند اقترحت هذا الاسم "الخير 29" تفاؤلاً وإرجاع الفضل والمنة للمتفضل الكريم المنان الوهاب هو الله وحده عز وجل.
|
|||
|