|
|||
---|---|---|---|
ذو القرنين إلى أين وصل؟ وأين موقع سد يأجوج ومأجوج جغرافياً؟
قصة ذي القرنين قصة عالمية، قصة عقدية، تاريخية، أنثروبولوجية، جغرافية، فلكية، قصة لم ترد في القرآن الكريم إلا مرة واحدة، قصة هي الرابعة في سورة الكهف،
ذو القرنين مختلف في اسمه، وفي مكان نشأته، وفي زمانه، وهل هو نبي أو ملك صالح، والقرآن العظيم يُعرض عادة عن ذكر كثير من التفاصيل حتى لا يتشتت الذهن عن الغرض من القصة،
وهنا سأعرض عن ذكر قصة ذي القرنين فهي معروفة ومحفوظة، وفي كتب التفاسير مبسوطة، وسأركز فقط على المواضع الجغرافية الثلاثة الواردة في القصة، فكثيراً ما أُسأل عنها .. أين هي جغرافياً؟
وبعد دراسة وبحث وتأمل أقول: لا يُعلم عن دليل شرعي أو حسي يحدد الموضع الجغرافي لمغرب الشمس أو طلوعها الذي بلغه ذو القرنين أين هو بالضبط، ولا عن مكان السدين أيضاً، وكل ما ورد وقيل في تحديد أماكنها هو محض اجتهاد!! أقف أمامه في حياد، حيث لا يقوم على تحديد الموضع الجغرافي دليل شرعي فنُسلم، ولا برهان حسي فنصدق، بل ندع الأبواب مفتوحة.
ورأيي عن المواقع الجغرافية الثلاثة أن الله أعلم بمواضعها، وربما يُقيض الله ويُلهم من يضع النقاط على الحروف في قادم الأيام وإلى ذاك الحين لا يسعنا غير السكوت عن تحديد مواضعها بالضبط.
وتحديد موضع السدين أهم من موضع مغرب الشمس ومطلعها، والذي أميل إليه ـ والله أعلم ـ أن موضع السدين ظاهر على الأرض وليس بخفي، ولكن الله تعالى أعمى عيون الناس عنه؛ لحكمة .. كما في قصة أصحاب الكهف، وعليه فكل ما يُقال ويُرسم ويُصور عن سد يأجوج ومأجوج هو مجرد اجتهاد، يحسن التوقف عنه.
وأما حال يأجوج ومأجوج الآن؟ وهل يعيشون حياة طبيعية؟ وما أشكالهم وأحجامهم وأعدادهم ولغتهم فأحسن ما يقال في هذا: الله أعلم.
وعادة القرآن الكريم في ذكر القصص يقتصر على موضع الغرض المراد دون الإيغال في التفاصيل، ويدع مجالاً واسعاً للمفسرين والباحثين في البحث عن التفاصيل المكانية والزمانية والإنسانية ... إلخ التي يتسع لها النص القرآني، وهنا يبرز جمال وروعة القرآن في دفع الإنسان إلى البحث والتحليل، بل إن قصص ذي القرنين كثيرة والله تعالى يقول: (قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا) ليس كل قصصه تُليت!! بل بعضها.
*الأستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون |
|||
|