• 4109 قراءة


  • 0 تعليق

عندما تُرجم الأرض!!‏

 

أ.د. عبدالله المسند*

 

قدر الخالق عز وجل أن تتعرض كواكب المجموعة الشمسية وأقمارها بين الحين والآخر لصدامات عنيفة من أجرام صغيرة تسبح في الفضاء كالمذنبات أو الكويكبات، وهي عبارة عن صخور أقطارها تبلغ بضعة أمتار إلى كيلومترات!! وكوكب الأرض الأزرق والمفعم بالحياة ليس بمنأى عن تلك الرجوم السماوية، إلا أن الرحمن الرحيم جعلها حوادث قليلة، ونادرة جداً خاصة الكبيرة منها.

 

ولعل من أشهر وأخطر الاصطدامات التي وقعت على الأرض اصطدام كويكب أو مذنب بشبه جزيرة ياكوتان في #المكسيك (Chicxulub‏)، قبل نحو 65 مليون سنة، ويُقدر قطره بحوالي 10كم، وخلّف الارتطام دائرة قطرها 180كم‏!! والذي قيل إنه أفنى 70% من الحياة فوق وجه البسيطة آنذاك!!، ومنها الديناصورات، جراء الاصطدام العنيف، وما خلّف من عواصف نارية، وزلازل، وتسونامي، بل وبراكين في الجهة المقابلة للمكسيك، علاوة على هذا عاشت الأرض شتاء امتد لشهور عديدة بسبب احتجاب أشعة الشمس عن الوصول إلى سطح الأرض بسبب غبار الاصطدام والغبار البركاني؛ وأدى إلى تبريد الأرض وتوقف التمثيل الضوئي والذي نتج عنه بالضرورة هلاك النبات والحيوان إلا ما شاء ‏الله، وأظن لو الإنسان كان موجوداً إبان الاصطدام هذا لما نجا منه إلا عدد ركاب سفينة نوح عليه السلام والله أعلم .. للمزيد اضغط هنا.

 

وفي العصر الحديث وبالتحديد في 30 يونيو 1908م دخل حجر نيزكي كبير إلى الغلاف الجوي الأرضي، وتقدر سرعته بـ 54000كم/ساعة، وعلى بعد 400كم من الموقع شُوهد النيزك بالعين المجردة بحجم يعادل ضعف حجم قرص الشمس (المرئي)، على هيئة كرة كبيرة ملتهبة ومصحوبة بصوت قاصف، وقبل اصطدامها بالأرض بحوالي 6 كم ارتفاعاً، انفجر النيزك في سماءTunguska   في سيبيريا، انفجاراً لم يسمع الإنسان مثله في العصر الحديث، بل يعتبر أكبر ارتطام نيزكي مسجل في التاريخ الحديث (قُدر بـ 1000 مرة أقوى من قنبلة هيروشيما)، وقيل أنه اقتلع 60 مليون شجرة، وشهود العيان ذكروا أن شدة الانفجار حطمت النوافذ على بعد عشرات الكيلومترات وأصابت المشاهد بالعمى المؤقت، وأسقطهم أرضاً كل من في محيط 60 كم، وفي محيط 30كم تطاير السكان في السماء من شدة موجات الهواء المتفجر، فسقطوا أرضاً فاقدين الوعي.. ويُذكر أن تردد موجات الانفجار سُجلت بواسطة أجهزة قياس الزلازل على بعد 1000كم، كما شُوهدت سحب الانفجار على بعد 170كم .. للمزيد اضغط هنا.

 

 

وآخر الرجوم الكبيرة والتي سُجلت وصورت نيزك تشيليابنسك فوق جنوب الأورال الروسي عام 2013، حيث دخل المجال الأرضي بسرعة 40 ألف كم في الساعة، (أسرع من الطائرة المدنية بنحو 40 مرة)، ويقدر وزنه بنحو 10 آلاف طن، وقطره 19م، أدى إلى إصابة نحو 1,491 شخصاً بطرق غير مباشرة، وألحق الضرر بأكثر من 3 آلاف منزل ... للمزيد اضغط هنا.

 

https://youtu.be/Z_brn6Xv9HI

 

وفي #السعودية وعبر التتبع الميداني والتتبع عبر قوقل إيرث فإنه يوجد آثار (قد) تكون من مخلفات ضربات نيازك أو مذنبات في عصور زمنية سحيقة، ومن المواضع (المرجح) أن تكون مضرب نيزك أو مذنب، نيزك #جبل_الراية شمال شرق #تبوك بنحو 60 كم، قطره 5 كم، وأعلى ارتفاع لحافة الفوهة 1290م وأدنى انخفاض لحوض الفوهة نحو 975م عن سطح البحر، ويقع على مقربة من وادي دبل، ويقدر عمره ببضع ملايين من السنين، وأزعم أنه حدث قبل أن يوجد البشر على الأرض وإلا لأهلك كل من كان حوله في جزيرة العرب وبلاد الشام وربما أوسع من ذلك ... ولقد كتبت عنه عام 2008 ولم أجد ـ حسب اطلاعي ـ مرجعاً عربياً أو أجنبياً أشار إليه، إلا في عام 2014   للمزيد طالع هنا.

 

المصدر: اضغط هنا

 

ومن (المرجح) أن الفوهة فوق جال #طويق الواقعة جنوب بلدة #الهدار جنوب #الأفلاج والذي يبلغ قطرها نحو 2.3كم، أن تكون مضرباً لنيزك قديم جداً قبل وجود الإنسان على وجه الأرض؛ لأن حدثاً بهذا الحجم سيخلده التاريخ حتى في العصور الحجرية وستجد أن لهم رسومات وقصصاً متداولة عن هذا الحدث ينقلها جيل بعد جيل لو وقع في عصرهم للمزيد طالع هنا.

 

 

مصدر الصورة الأخيرة اضغط هنا

 

وآخر نيزك معتبر سقط في #السعودية قبل نحو 300 سنة، وهو من أشهر النيازك المكتشفة في السعودية نيزك الوبر في الربع الخالي، ويقدر وزنه بـ 3.5 طن معظمه من الحديد، وسرعته عند دخوله الغلاف الجوي تقدر بـ 25000كم/ساعة. فخلّف النيزك ثلاث فوهات مختلفة الأحجام، وبفعل حركة الرمال السريعة ملئت الفوهات بالرمال في وقتنا الحاضر.

 

 

 *الأستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون
08-05-2020م

www.almisnid.com
almisnid@yahoo.com

 متى عيدنا .. السبت أم الأحد!؟ متى عيدنا .. السبت أم الأحد!؟
متى عيدنا .. السبت أم الأحد!؟

  •   
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة 2021
جميع التعليقات والردود المطروحة لا تمثل رأي موقع
الدكتور عبد الله المسند ، بل تعبر عن رأي كاتبها
المتصفحون الان: 18
أنت الزائر رقم 17,574