|
|||
---|---|---|---|
أ.د. عبدالله المسند كنت مدعواً في مخيم صديق وجيه كريم، فلما صلينا المغرب وجلسنا في مجلس خارجي حل الظلام تدريجياً، ولم يشعل صاحبنا الإنارة ولا التلفزيون أو يستخدم الجوال!! وهكذا خيم الظلام وأسدل علينا ذيوله، حتى بتنا لا نرى الأشياء بوضوح إلا من إضاءة خافتة وبعيدة .. فلما اقترب وقت العشاء سألت أحدهم وقلت ألا يوجد لديكم كهرباء قال بلى، ولكن نتعمد ألا نفتحه في الساعات الأولى من الليل؛ من أجل تحقيق هدف صحي!! فلما بحثت المسألة وجدت أنهم يبحثون عن هرمون الميلاتونين (هرمون الظلام أو النوم) حيث تفرزه الغدة الصنوبرية في المخ عند حلول الظلام، وهو ينظم الساعة البيولوجية، والعجيب أن هذا الهرمون يتفاعل مع طول الليل وقصره، فكلما طال الليل في الشتاء زاد إفرازه والعكس صحيح. وعندما ترى العينان الظلام يبدأ الهرمون بالعمل، وهذا يسبب بالضرورة الإحساس بالنعاس أثناء الليل، ومن ثم يساعده على النوم، وعند وجود الإضاءة الصناعية أو الطبيعية يضعف تأثيره، وقيل إن هرمون النوم يعمل أيضاً على تنظيم درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى ضغط الدم، ومستويات إنتاج وإطلاق الهرمونات المختلفة. ومن نعمة الله علينا أننا نعيش في عروض جغرافية معتدلة في حصتي الليل والنهار، إذ إن المناطق التي يطول نهارها في الصيف كالعروض الشمالية أو يطول ليلهم في الشتاء فلا ريب بأن آلية الهرمون ليست معتدلة، وقد يؤثر هذا على مزاج وربما صحة الإنسان. وأنت بدورك تجنب استخدام الجوال قبل النوم لإتاحة الفرصة لهرمون الظلام ببدء عمله، والعجيب أن إفراز الهرمون يضعف وتضعف الغدة مع تقدم العمر، وعليه وبغض النظر عن هرمون الظلام شخصياً أتعمد ألا أفتح الإضاءة في البر حتى أعيش جانباً من عملية الليل وهو يُسلخ منه النهار، ورؤية السماء والتفكر في نجومها، إضافة إلى تقليل عملية التلويث الضوئي في أول الليل على الأقل .. هذا والله أعلم. لقراءة الموضوع والتعليقات عليه عبر حسابي في تويتر تفضل اضغط هنا.
29-04-2021 |
|||
|