|
|||
---|---|---|---|
مساجد وجوامع تاريخية منحرفة عن القبلة!! ليس بالغريب أن تجد بعض المساجد العتيقة والتاريخية حول العالم قبلتها فيها انحراف!؟ حيث حُددت القبلة آنذاك عبر وسائل فلكية بدائية، وعبر معرفة جغرافية محدودة حول هيئة كوكب الأرض، وذلك خلال القرون الأولى من التاريخ الهجري، والتوجه إلى القبلة أثناء الصلاة الواجبة شرط من شروط الصلاة {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}. ولقد قمت بدراسة حال 13 مسجداً وجامعاً تاريخياً في العالم موزعة على قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، فوجدتها منحرفة عن القبلة بدرجات متباينة، تتراوح بين انحراف يسير كعشر درجات على الأقل، وانحراف كبير نحو 56 درجة!! وأحسن ما قيل في صحة الصلاة فيها هو: أن الانحراف المعفي عنه يكون بحدود 45 درجة يمين القبلة، أو 45 درجة يسار القبلة كحد أقصى، لحديث "ما بين المشرق والمغرب قبلة" وذلك لمن كانت قبلته إلى الجنوب (180 درجة) كالمدينة المنورة، والله تعالى يقول: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) و (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا). ولكن بعض المساجد عندها انحراف كبير عن القبلة كجامع القرويين بفاس المغربية ـ على سبيل المثال ـ يبلغ نحو 56 درجة يمين القبلة!!، وهذا انحراف فاحش عن شطر المسجد الحرام، يتجاوز الدرجة المعفي عنها وهي 45 درجة. وهناك مئات المساجد في العالم فيها انحراف عن القبلة، حيث بُنيت قبل البوصلة وقبل أدوات المساحة الحديثة، والحل في تلكم المشكلة ما ذهب إليه طائفة من العلماء: إذا كان الانحراف أقل من 45 درجة فهو معفي عنه، والاستقامة إلى جهة القبلة الصحيحة أولى بلا ريب إن أمكن التعديل، وإن كان الانحراف أكثر من 45 درجة، فيجب عليهم تصحيح الاتجاه إلى القبلة بتعديل الصفوف على الأقل، إذ إن استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة .. هذا والله أعلم.
فتوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله فتوى الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
لقراءة الموضوع والتعليقات عليه عبر حسابي في تويتر تفضل اضغط هنا.
25-04-2021 |
|||
|