• 337 قراءة


  • 0 تعليق

درجات الحرارة في فصل الشتاء (ديسمبر، يناير، فبراير) في السعودية

 

السعودية بلد شاسع واسع، ومساحتها أكثر من 2 مليون كم2،

وتتكون من 13 منطقة، كل منطقة بمساحة دولة أو أكثر ولله الحمد،

وتمتد السعودية من دائرة عرض 16 شمالاً حتى دائرة عرض 32 شمالاً، بمجموع 16 درجة عرضية، وهذا لا يتكرر إلا في دول قليلة،

وهذا الامتداد الجغرافي يؤثر بالضرورة على زاوية سقوط أشعة الشمس على كل دائرة عرضية، ومن ثم تباين درجة الحرارة الكبير بين الشمال والجنوب، حتى تجد الفرق بين درجة الحرارة الصغرى في طريف وبين جيزان في فصل الشتاء يصل إلى نحو 21 درجة مئوية، وهذا تباين كبير جداً، بل إن وقت الظهر في طريف أبرد من الفجر في جيزان!!.  

 

من جهة أخرى تضاريسها متباينة الارتفاع من بضعة أمتار فوق سطح البحر في بعض المدن والمحافظات الساحلية إلى نحو 3000م في جبل السودة في أبها، وإذا اجتمع العاملان: الارتفاع عن سطح البحر، وكون الموقع يقع أقصى الشمال السعودي فهنا تنخفض درجة الحرارة لتسجل الدرجة الأدنى في السعودية، بل وفي جزيرة العرب، ويمثل هذا قمة جبل اللوز في سلسلة جبال مدين شمال غرب تبوك بارتفاع يبلغ  2549م.

 

ويمكن القول وفقاً للإحصائيات التاريخية الرقمية إن أبرد المحافظات السعودية في فصل الشتاء تقع شمالي منطقة الجوف ممثلة بمحافظتي طريف والقريات، يلي ذلك مدن ومحافظات شمالية أخرى وهي على الترتيب الأبرد أولاً: عرعر ثم حائل ثم سكاكا ثم تبوك ثم رفحاء.

 

والسبب في برودة طريف والقريات شتاءً هو موقعهما في أقصى الشمال السعودي قريباً من مؤثرات الكتل الهوائية الشمالية الباردة، علاوة على ذلك أن هذا الموقع يجعل زاوية سقوط أشعة الشمس عليهما هي الأكبر ميلاً في فصل الشتاء على مستوى السعودية. في حين أن أدفأ منطقة شتاءً هي منطقة جازان ممثلة بالعاصمة جيزان، ثم منطقة مكة المكرمة ممثلة بمحافظة جدة ثم مكة.

 

وعلى وجه الإجمال وفي فصل الشتاء كلما اتجهنا شمالاً انخفضت درجة الحرارة، وكلما ارتفعنا عن مستوى سطح البحر انخفضت درجة الحرارة، وكلما اقتربنا من الساحل ارتفعت درجة الحرارة نسبياً، خاصة الساحل الغربي، وعلى وجه التحديد الأوسط والجنوبي منه، وتعمل جبال الحجاز والسروات عامل حجز ضد توغل الكتل الهوائية الباردة والقادمة من الشمال والشمال شرقي، لذا نجد المواضع الجغرافية التي تقع إلى الغرب من جبال السروات أدفأ من المواضع التي تقع إلى شرقها منها على وجه العموم .. هذا والله أعلم.

 

أ.د. عبدالله المسند

نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ

يناير 2023

  •   
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة 2021
جميع التعليقات والردود المطروحة لا تمثل رأي موقع
الدكتور عبد الله المسند ، بل تعبر عن رأي كاتبها
المتصفحون الان: 7
أنت الزائر رقم 17,708