|
|||
---|---|---|---|
التعليق على تقرير IPCC 2021 اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة IPCC والمتكونة من ثلة من علماء الأرض والمناخ والجغرافيا أحسبها الطبيب المراقب لصحة كوكب الأرض، إذ إن كوكب الأرض يعاني، ويكاد يشتكي من علة جديدة، ومتفاقمة مع الوقت بدأت تظهر ملامحها إبان الثورة الصناعية قبل نحو بضعة عقود ألا وهي الاحترار العالمي المتنامي.
لذا قامت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بتأسيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 1988، لتقديم تقديرات شاملة لحالة الفهم العلمي، والفني، والاجتماعي، والاقتصادي لتغير المناخ، وأسبابه، وتأثيراته المحتملة، واستراتيجيات التصدي لهذا التغير.
وجرت العادة أن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة تُصدر ثلاثة تقارير دورية (أصدرت منها حتى الآن خمسة تقارير منذ تأسيسها)، وتقرير التقييم السادس ((AR6 متوقع أن يصدر في 9 أغسطس الجاري، وسيناقش التقرير حالة طقس الأرض، ومنها الحالات المتطرفة، وموجات الحر، والفيضانات، وحرائق الغابات.
وسيعقب التقرير هذا تقريران آخران عكف عليهما أكثر من 1000 عالم متخصص، لتقييم الدراسات والبيانات الجديدة من أجل تحديد كيف سيؤثر تغير المناخ على كوكب الأرض، وسيصدر الثاني في فبراير 2022 ، والثالث في مارس 2022.
ولعل من أكبر التحديات للإنسان في العقود الأخيرة قضية الاحترار العالمي الذي أدى إلى تغير المناخ، حيث أدت الغازات الدفيئة التي بعثها الإنسان عبر التلوث إلى ارتفاع معدل درجة الحرارة نحو 1.5 درجة مئوية، وهي بارتفاع مطرد وأقل تقدير لمعدل الزيادة في درجة الحرارة يشير إلى نحو 4 درجات بحلول عام 2100 وهذا إن وقع سيكون كارثة على الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء، وتشير التقارير العلمية من شتى أنحاء العالم أن النشاط البشري يقف خلف الاحترار العالمي بنسبة احتمالية تبلغ 95%.
وعلى مستوى المملكة العربية السعودية على وجه التحديد، ومنطقتنا العربية على وجه العموم فأتوقع أن تستمر الزيادة في درجة الحرارة في منطقتنا وحدة جفافها وشح مياهها وذلك بسبب صعوبة إيجاد حل لمشكلة الانبعاثات الغازية الملوثة للغلاف الجوي على مستوى العالم، من هنا أزعم أننا بحاجة إلى استحداث وزارة جديدة للتغير المناخي في السعودية، وهذا ليس حدثاً مبتدعاً، ولا ترفاً منتقداً بقدر أن الحاجة ماسة في وضع خريطة طريق للتعايش مع الاحترار الحالي، والتكيف معه، عبر التخفيف من حدته.
ومن المتوقع أن يكون المستقبل أشد قتامة من الوقت الحاضر وفقاً للإحصاءات العلمية والمؤشرات الرقمية المتعلقة بانبعاثات غازات الدفيئة خاصة ثاني أكسيد الكربون، فمن المتوقع أن تعتاد المنطقة على بلوغ درجة الحرارة بحر الخمسينات المئوية لأكثر من شهر في فصل الصيف، وذلك بعد نحو عقدين من الآن، مما قد يدفعنا إلى الذهاب إلى الدوام في الفترة المسائية، أو الدوام من بعد صلاة الفجر في فصل الصيف على الأقل بسبب شدة الحرارة.
هذا من جهة ومن جهة أخرى الاحترار العالمي لا يمس فقط الإنسان وراحته، بل يتجاوز هذا إلى تغير في خريطة إنتاج المحاصيل الزراعية، ويؤثر على المياه الجوفية كما السطحية، ويتجاوز هذا إلى التأثير السلبي في تربية الحيوانات .. هذا والله أعلم. أ.د. عبدالله المسند أغسطس 2021 أستاذ المناخ في قسم الجغرافيا بجامعة القصيم (سابقاً) |
|||
|