|
|||
---|---|---|---|
نصائح وتوجيهات للمسافرين إلى مواقع جغرافية مرتفعة عن سطح البحر: أولاً: أثر المناطق المرتفعة على صحة الإنسان:
خلال فصل الصيف ولارتفاع درجة الحرارة يكثر سفر الناس للأماكن المرتفعة في دول شتى، بحثاً عن درجات الحرارة المنخفضة، وبحثاً عن المناظر الخلابة، ولكن ... كثير من المسافرين ومن حيث لا يشعرون يدخلون في بيئة جبلية مرتفعة، والتي لها خواصها الجغرافية والمناخية والفيزيائية والتي ينبغي أن يدركها المسافر ، حيث تؤثر على صحته.
وعندما يسافر الإنسان إلى مناطق جغرافية مرتفعة سيعاني من ظاهرة نقص العناصر الغازية الثقيلة كغاز الأكسجين، وهذا يسبب مرض يُدعى بمرض المرتفعات أو بأمراض الجبل الحاد Acute mountain sickness ، ومن أعراضه: الصداع،الغثيان، التقيؤ،الاضطرابات في النوم، الإعياء، ضعف الشهية، ضيق في التنفس بسبب عدم استنشاق أكسجين كاف، وهذا المرض يصيب (بعض) المسافرين إلى مناطق جبلية مرتفعة، بغض النظر عن جنسه وعمره ولياقته، وعادة تبدأ أعراض المرض بعد نحو 6 ساعات إلى 24 ساعة، والأعراض عادة تزداد في فترة الليل أكثر، وعليه يُنصح بشرب كمية كبيرة من المياه، وتجنب التدخين، كما ممارسة الرياضة في اليوم الأول، ويفضل تناول وجبات خفيفة ولكن عالية السعرات الحرارية.
وعادة تبدأ أعراض المرض من ارتفاع 2400م، وعندما يصل المسافر ون إلى ارتفاع 3500 فإن نحو 25% منهم تبدأ أعراض المرض لديهم، في حين 50% من المسافرين تبدأ أعراض المرض عند ارتفاعات تناهز 6000م، ولعلاج الأعراض تلك ينبغي النزول إلى ارتفاعات أقل، وعليك بإخبار مرافقيك بأي تغيرات تشعر بها فوراً، ولا تتجاهل الأعراض، واعلم أنها قد تتطور إلى التأثير على الدماغ والرئتين عبر تراكم السوائل فيهما وهنا مكمن الخطورة، علماً أن هناك أدوية خاصة لأعراض المرتفعات، اسأل عنها أقرب طبيب.
ومن أجل التخلص النسبي من داء الارتفاعات عليك أن ترتفع كل يوم 400م فقط، من أجل التأقلم والانسجام حتى تتجنب الأعراض ما أمكن، كما يُفضل تجنب الطيران مباشرة إلى مواقع جغرافية مرتفعة جداً.
من جهة أخرى جسم الإنسان يمكن أن يتأقلم مع المرتفعات وقل الأكسجين عبر التنفس السريع وضربات القلب المتسارعة، وهذا يحتاج إلى بضعة أيام، ولكن عندما يصل الإنسان خط الموت (أعلى من 8000م) فإن الجسم لا يستطيع أن يتأقلم ومن ثم يموت، وهذا لا يتأتى إلا في أعلى قمة إفرست.
ومخاطر الأماكن المرتفعة الصحية قد لا تتوقف عند مرض الجبل الحاد، بل هناك مخاطر تتعلق بأمراض البرد المعتادة، وبالتعرض للأشعة فوق البنفسجية (UV) وهذا له موضوع آخر، ولكن باختصار حاول أن تتجنب سقوط أشعة الشمس على جلدك ما أمكن، عبر لباس يغطي معظم بشرتك، وقبعة تحمي رأسك ووجهك من الأشعة، وينبغي استعمال نظارة شمسية للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية .. هذا والله أعلم.
ثانياً: أثر المناطق المرتفعة على الطبخ: خلال فصل الصيف ولارتفاع درجة الحرارة يكثر سفر الناس للأماكن المرتفعة في دول شتى، بحثاً عن درجات الحرارة المنخفضة، وبحثاً عن المناظر الخلابة، ولكن ... كثير من المسافرين ومن حيث لا يشعرون يدخلون في بيئة جبلية مرتفعة، والتي لها خواصها الجغرافية والمناخية والفيزيائية والتي ينبغي أن يدركها المسافر ، وهي تؤثر على درجة غليان الماء ومن ثم عملية الطبخ .
كلنا يعلم أن درجة الحرارة تبدأ بالانخفاض مع الارتفاع عن سطح البحر، بمعدل درجة مئوية واحدة كلما ارتفعنا 150م تقريباً، ويصاحب هذا أيضاً انخفاض في الضغط الجوي مع الارتفاع في علاقة عكسية، وعندما ينخفض الضغط الجوي مع الارتفاع فإن سلوك الماء مع درجة الغليان يختلف، بعبارة أخرى كلما انخفض الضغط الجوي قلت درجة حرارة غليان الماء عن 100 درجة مئوية، وتسارعت عملية التبخير، وهنا تكمن مشكلة في عملية الطبخ!!.
وعلى سبيل المثال عند مستوى سطح البحر (كموقع مدينتي جدة والدمام) تكون درجة حرارة غليان الماء 100 درجة مئوية كما هو معلوم، ولكن الذي لا يعلمه الكثير من الناس أن درجة حرارة غليان الماء فوق جبل السودة في أبها والذي يرتفع إلى 3015م تبلغ حوالي 90 درجة مئوية فقط!!، وعليه فإن الماء يغلي أسرع، ويتبخر أسرع، بينما الطبخ لم ينضج بعد، وهذا يضلل الطباخ، لذا فإن عملية الطبخ تحتاج إلى فترة زمنية أطول من المعتاد حتى تنضج، وتتطلب كمية ماء أكثر، ولا يعني هذا أن رفع درجة حرارة الموقد ستحل المشكلة، بل سوف تُبخر الماء أسرع فيحترق الطعام، والحل فقط في زيادة الوقت بنسبة تتناسب والارتفاع الذي أنت عليه، أو استخدام القدر الكاتم.
ودونك جدول يوضح درجة غليان الماء التقريبي في بعض مدن السعودية وبعض المواقع الجغرافية العالمية وفقاً لارتفاعها عن سطح البحر: البحر الميت (تحت مستوى سطح البحر بنحو 427م) درجة غليان الماء فيه 100.4درجة مئوية، سبخة الحمر (تحت مستوى سطح البحر بنحو 26م) شمال شرق الربع الخالي درجة غليان الماء فيها 100.1درجة مئوية. جدة 100 درجة مئوية. الرياض 99م. عنيزة 98م. حائل 97م. الطائف 94م. أبها 93م السودة 90م. قمة جبل كلمنجارو (الارتفاع 5895م) حوالي 80 درجة مئوية. قمة إفرست (الارتفاع 8848م) حوالي 70 درجة مئوية.
وكل زيادة في الارتفاع بـ150متراً يقابلها انخفاض درجة غليان الماء بـــ 0.5 درجة مئوية .. هذا والله أعلم.
أ.د. عبدالله المسند جوال كون > almisnid.com |
|||
|