متى يتساوى الليل مع النهار؟ والحكمة من تعاقب الفصول:

:. يتساوى الليل مع النهار في وقتين في السنة، الوقت الأول: في الاعتدال الربيعي ويكون دائماً في شهر مارس، والوقت الثاني: يكون في الاعتدال الخريفي ويكون دائماً في شهر سبتمبر، ونعني بالتساوي أن يكون وقتا الشروق والغروب وقتاً واحداً للصباح والمساء، وهذا بالطبع لا يكون في يوم واحد في العالم بأكمله، بل تختلف من مكان لآخر، وفقاً للموقع الفلكي من خط الاستواء، وفي المثال يتضح الحال: ففي جنوب السعودية ـ على سبيل المثال ـ يتساوى الليل مع النهار في 13 مارس تقريباً، بينما في وسط السعودية في 15 مارس تقريباً، بينما في شمال السعودية في 17 مارس تقريباً، ويمكن القول على وجه التقريب أن تماثل الليل والنهار لكل منهما 12 ساعة يكون في العشر الأوسط من شهر مارس على مستوى العالم من كل عام.

:. وفي هذا العام 1435هـ 2014م ستتعامد الشمس ـ بإذن الله تعالى ـ على خط الاستواء يوم الخميس القادم الموافق 20 مارس، وذلك عند الساعة 07:57م بتوقيت مكة المكرمة، ومنه يبدأ فصل الربيع في نصف الكرة الشمالي، وبالمقابل يبدأ فصل الخريف في نصف الكرة الجنوبي، وفقاً لحركة الشمس الظاهرية، حيث تتعامد الشمس على خط الاستواء.

:. وتجدر الاشارة إلى أنه في القرن 21 الميلادي (من 2001 حتى 2100م) ووفقاً لتوقيت جرينتش، سيحل الاعتدال الربيعي دائماً في يوم 20 مارس، بينما في عام 2044م سيكون يوم 19 مارس، ولن يرجع الاعتدال ليحل في 21 مارس كما درسنا وتعلمنا، إلا في عام 2102م، علماً أن آخر عام كان الاعتدال في 21 مارس عام 2007م.

:. ومن فضل الحكيم العليم أن جعل محور الأرض مائلاً 23 درجة، ولو كان محورها مستقيماً؛ لما كان هناك أربعة فصول على الأرض، ولعاش الناس فصلاً واحداً فقط حسب موقعهم الجغرافي، وستكون المناطق الشمالية من الأرض متجمدة كالقطب أو شديدة البرودة، ولا تصلح للحياة البتة، وستكون المناطق الاستوائية حارة جداً جداً لا تصلح للحياة أيضاً، وعليه سوف يتجمع الناس في شريطين ضيقين من الأرض؛ الأول شمال خط الاستواء والثاني جنوبه، وهنا تصعب الحياة وتضيق، ويكون الإنسان في عُسر وحرج ومشقة، ولله في خلقه شؤون.
 

أ.د. عبدالله المسند 

2014