|
|||
---|---|---|---|
أيهما أخطر على الإنسان وقت العاصفة الرملية أو ما بعدها مباشرة؟
يوجد في الغلاف الجوي الكثير من الجسيمات الدقيقة أو بعبارة أخرى الجزيئات المجهرية العالقة في الجو (هباء Aerosols)، متحدية الجاذبية؛ لخفتها وصغرها المتناهي، وقد تشاهدها تتطاير وتتقلب في الهواء عندما ينفذ شعاع الشمس من كوة ما إلى داخل المنزل، وتزيد كثافة الهباء أثناء وبعد العواصف الرملية الشديدة، وهذا الهباء يكون مصدره عضوي من مخلفات الإنسان والحيوان والأشجار، أو غير عضوي كالمعادن والصخور جراء العواصف الغبارية، أو قد يكون مصدره الرماد البركاني، أو رماد الشهب المحترقة، أو أملاح البحر المتطايرة جراء اصطفاق الأمواج بعضها ببعض.
ولك أن تتخيل صغر حجم الهباء الذي ينقله الغبار وخطورته على الصحة، وذلك عندما تدرك أن محيط الشعرة الواحدة من رأس الإنسان تتراوح من 50-70 ميكرون، بينما الهباء المتطاير محيطه يبلغ 2.5 ميكرون فقط !! ويشار له ب (PM2.5)بعبارة أخرى تستطيع عشرات الذرات من الهباء الرسو فوق قمة الشعرة المدببة في نظرنا!! أرأيت كيف هي متناهية في الصغر وهي غير مرئية. (4 من ذرات من PM2.5 تعادل ذرة من PM10 و 20 ذرة من PM2.5 تعادل ذرة واحدة من ذرات الضباب، و40 ذرة من PM2.5 تعادل وتساوي حجم ذرة غبار مشاهدة بالعين المجردة) و يعد الهباء بحجم PM2.5 الأخطر لصغر حجمه وقدرته على الوصول إلى الرئة، كما أنها تقطع مسافات أطول، وتبقى في الهواء فترة أطول، تصل أحياناً إلى بضعة أيام.
وهنا تكمن الخطورة في استنشاق هواء ملوث، ومفعم بالهباء المتطاير، والذي يجري مع مجرى الهواء، حتى يبلغ الرئة فيستوطن فيها لفترة طويلة، مشكلاً هذا الجسم الغريب مشاكل صحية لا تخفى على الأطباء، ومنها أنها تُعرض وظائف الرئة للخطر، والربو، والتهاب الجهاز التنفسي، وفي دول الإتحاد الأوروبي تسبب انتشار PM2.5 في خفض متوسط العمر بنحو 8.6 شهر وفقاً لدراسات علمية، وأثبتت الدراسات العلمية أن الذين يعانون من أمراض القلب، والأطفال، وكبار السن هم الأكثر عرضة للتحسس من التلوث بالجسيمات الدقيقة PM2.5.
وعليه أهيب بالجميع استخدام كمامات متطورة، وعملية تُلبس أثناء العواصف الغبارية خاصة عندما تكون أجواء الغبار كالضباب بيضاء كما الوضع حالياً في #حائل #القصيم #الرياض #المدينة وشرق جبال السروات، وعلى أقل تقدير تلطموا.
وأيضاً أهيب بالجهات المعنية زرع محطات رصد قياس مدى التلوث وانتشار وكثافة الهباء بحجم (PM2.5)في المدن والمحافظات، وإتاحة المؤشر الرقمي للجمهور على الإنترنت، فإذا ما بلغت النسبة ؟؟؟ (يحددها المختصون) عُلقت الدراسة، وأديت الصلاة في البيوت، وأُجلت المناسبات ... وهكذا .. إلخ
*الأستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون |
|||
|