• 7597 قراءة


  • 0 تعليق

 جرم فضائي يحترق فوق المنطقة الوسطى بُعيد منتصف ليلة السبت الماضي 13 شعبان

    جرم فضائي يحترق فوق المنطقة الوسطى بُعيد منتصف ليلة السبت الماضي 13 شعبان، وعلى وجه التقريب عند الساعة 12:15ص حيث أثار الرعب والخوف عندما شع نوره القوي حتى أضاء الأرض وطغى على نور القمر، فلفت انتباه عشرات الآلاف من الناس في حدود المنطقة الوسطى والغربية أيضاً، وهم يشاهدون حدثاً سماوياً نادراً استغرق عمره بضعة ثواني فقط، لدرجة لم يتسن تصويره وتوثيقه ـ وفقاً لمعلوماتي ـ وأخضعت عشرات المشاهدات التي بلغتني عبر حسابي في توتر لتحليل فتبين لي ـ والله أعلم ـ أن ما حدث هو عبارة عن جرم فضائي حديدي أو ربما صخري (نيزك) اقترب من كوكب الأرض فجُذب بواسطتها فلما دخل الغلاف الجوي للأرض، وذلك عند الساعة 12:15ص تقريباً، وبسرعة قد تصل إلى 65 ألف كم في الساعة (أي أسرع من الصوت بـ 53 مرة)، وعند احتكاكه بذرات الغلاف الجوي وعناصره الغازية ولما بلغ الطبقة التي تحترق فيها الشهب عادة 80 كم فوق سطح الأرض، ارتفعت حرارته لأكثر من 2500 درجة مئوية تقريباً، فبدأ بالاحتراق والاشتعال والانفجار فتفتت، مشكلاً مشهداً ملفتاً ومرعباً في السماء، حيث شُوهد بالعين المجردة وهو على ارتفاع قد يصل إلى نحو 50 كم تقريباً، وكان لونه مختلطاً بين الأبيض والأزرق والأخضر، وفقاً لعناصره الكيميائية المكونة للنيزك، ولا يُعلم على وجه التحديد حجمه، إلا أنه عادة مثل هذه الأحداث التي تم وصفها يكون أصغر من كرة القدم والله أعلم. وقبل بلوغه لسطح المنطقة الوسطى والارتطام بها شاء المولى عز وجل رحمة بعباده أن ينفجر على ارتفاعات عالية ويتفتت ثم يتبخر أو ربما سقط أجزاء صغيرة منه قد تصل لحجم التمرة أو أصغر، والبحث عنها للحصول عليها مطلب الكثير من الناس وبعضها أثمن من الذهب وأندر من الكبريت الاحمر كما يقال، وإجابة على أسئلة كثيرة صدرت من الجمهور عن مدى قدرة الإنسان على التنبؤ بحدوث مثل هذه الظواهر الفلكية، أقول: حتى الآن لا يستطيع العلماء التنبؤ أو مراقبة كل الغلاف الجوي، لتحديد مثل هذه الأجرام الصغيرة عندما تقرتب من الأرض، إذ إن الأجرام الكبيرة (قطرها بضعة أمتار) هي التي من الممكن اقتفاء أثرها، ومدارها قبل وصولها إلى كوكب الأرض. هذا وتعد هذه الظواهر الفلكية النادرة فرصة للعباد أن يتفكروا ويتدبروا ويتأملوا خلق الله تعالى في ملكوته، والله يقول: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
  


*****  
  
  عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون
1434-08-13هـ
2013-06-22


 

  •   
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة 2021
جميع التعليقات والردود المطروحة لا تمثل رأي موقع
الدكتور عبد الله المسند ، بل تعبر عن رأي كاتبها
المتصفحون الان: 18
أنت الزائر رقم 35,090