• 1314 قراءة


  • 0 تعليق

ولد وتوفي في السجن؟!

أ.د. عبدالله المسند 


 لو يعلم الأحياء من المسلمين ما أعطى الرحمن الرحيم إخوانهم المؤمنين في القبور من مغفرة ونعيم؛ لتمنوا أن الموت يُباع في الأسواق فيشترونه!! ‏وهذا لا يدركه إلا من أحب الله وأحب لقاءه، وعرف بقلبه حقيقة أسمائه الحسنى وصفاته العليا، وأدرك حقيقة شريعته بشأن الجزاء والحساب والله أرحم بعباده من الأم بولدها.

كيف نكره الموت وهو بداية الحياة؟

كيف نكره الموت وهو نهاية النكد والشقاء والخوف؟

كيف نكره الموت وهو بداية النعيم؟

كيف نكره الموت وهو نهاية الاختبار والابتلاء؟

كيف نكره الموت وهو بداية لقاء الحبيب بحبيبه؟

كيف نكره الموت وهو نهاية سجن المؤمن؟

كيف نكره الموت وهو بداية الخلود في النعيم؟

كيف نكره الموت ونحن ننتقل من رحمة واحدة إلى 99 رحمة؟

كيف نكره الموت وروح المؤمن الميت الآن نسمة في الجنّة تسرح فيها؟ 

في الحديث: ‏(اثنان يكرههما ابن آدم: يكره الموت والموت خير للمؤمن من الفتنة ..)، وورد في الأثر: ‏‏(تحفة المؤمن الموت)‏، ونُقل عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: "أحب الموت اشتياقاً لربي"، والمؤمن عند موته وبعدها يعيش في غمرة السعادة، ونشوة الفرح، كيف لا ولقد شاح ببصره وبسمعه عنكم وعن الدنيا إلى الملائكة الكرام وهم يبشرونه لا تخف ولا تحزن وأبشر بالجنة التي كنت توعد.‏

ووالله وتالله وبالله ما بينكم وبين الجنة إلا أن تُغمضواااا أعينكم فحسب .. وهذه ثقة العبد بالمعبود، والله عند ظنك به، والحبيب ﷺ قال: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه .. "، وهذا لا يعني بالضرورة استحباب تمني الموت؛ فالحياة للمؤمن زيادة في الطاعة، ولكن يعني ألا نخاف من الموت ومن لقاء الله.

ما سلف رسالة لكل مؤمن أضنته الدنيا فحزن على ماضيه، وغُم من حاضره، واهتم لمستقبله، اعلم أنك في دار عبور وممر لا دار مقر، فتعلق دوماً بما بعد الموت يُسر له قلبك، وتشرئب له نفسك، ويطمئن به بالك، فهو العلاج الناجع (وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّلۡأَبۡرَارِ)، لا تكرهوا الموت فهو بوابة الخلود في جنات عدن .. وهذا ثقة العبد بربه وظنه به عز وجل، يروى أن الإمام مالك رحمه الله، وهو على فراش الموت، عاده بعض أصحابه فقال: كيف حالك يا إمام، فقال رحمه الله: إني أرى الموت، ألا إنكم ستعاينون من رحمة الله ما لم يخطر لكم على بال.

وظننا بربنا أنه أرحم الراحمين وأنه الغفور الرحيم.

  •   
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة 2021
جميع التعليقات والردود المطروحة لا تمثل رأي موقع
الدكتور عبد الله المسند ، بل تعبر عن رأي كاتبها
المتصفحون الان: 9
أنت الزائر رقم 23,405