• 1052 قراءة


  • 0 تعليق

سلبيات وإيجابيات الشعوب

أ.د. عبدالله المسند 


لا يخلو شعب من عادات طيبة يُعرف بها، وأخرى دون ذلك يُعير بها، والسائح أو الزائر أول ما تخط رجله في أي بلد سيكتشف عادات الشعب الطيبة من غيرها في الأسبوع الأول، وربما في اليوم الأول، بل بعضها تتكشف من خلال تجربتك في نقطة الجوازات، مروراً بنقطة الجمارك، وبعده سائق الأجرة .. وهلم جراَ. ‏

والشعوب عادة لا تستشعر عاداتها الطيبة ولا السيئة من الداخل، إذ مع المساس يقل الإحساس، بل وتصبح عادات لا تُلفت الانتباه لدى الشعب نفسه، وتحتاج إلى مراقب من الخارج ليقيّم ما يشاهده، كالسائح والغريب الذي يستطيع تمييز العادات الطيبة من غيرها بسرعة مذهلة، كونها غير موجودة في شعبه أو منكرة.

وعليه لو كنت مسؤولاً عن سمعة بلد (ما)، لأقمت جهازاً إلكترونياً في صالات المغادرة في المطارات الدولية، لنسأل السواح والزائرين سؤالاً يتيماً: ما العادات التي أعجبتك في هذا البلد؟ والعادات التي لم تعجبك؟ وبعد تحليل آلاف المشاركات سيتبين شكل وشخصية وأخلاق الشعب المستهدف في التقييم، من قبل السواح وهم مرآة لك.

ووفقاً لنتائج الاستبيان سأُوجه وزيري التعليم، والإعلام للأخذ بالنتائج المتعلقة بالعادات السيئة على وجه التحديد والتي لاحظها بل أجمع عليها السواح، ومحاولة علاجها عبر مقررات التعليم أولاً، وبرامج التلفزيون ثانياً، عندها أزعم بل أجزم أنها ستختفي تلك العادات السيئة والتي التصقت بالشعب، وكشفها الغرباء من خلال زيارتهم ـ هذه الفكرة والرأي لن يستشعر بها وبأهميتها إلا من يهمه سمعة بلده ـ وانقدحت الفكرة في ذهني عندما سرتني عادات شعوب زرتها، وساءتني عادات شعوب أخرى. ‏

على سبيل المثال بعض الشعوب اعتادت ـ أعزكم الله ـ البصاق في كل حين وفي كل مكان، وأمام مرأى الجميع، بل تجدهم يبصقون حتى في أفنية ‏المسجد وأمام الناس، ولا يرونه معيباً أو قبيحاً؛ لأنهم تربوا وعاشوا في كنف مجتمع لا يعيب مثل ‏هذه العادات السيئة. فعندما يُجمع السواح والزائرون على مثل هذا السلوك السلبي بأنه مستوطن في بلد ما، سيسارع الغيور على وطنه بتوجيه التعليم والإعلام بحل ‏هذه المشكلة .. والمسألة مسألة وقت، وأزعم أن برمجة أي شعب تعاد وفقاً للأهداف العليا عندما تكون هناك غيرة، وإخلاص، وهمة من لدن المسؤول الغيور .. اللهم زيّنا وجملنا بأخلاق محمد ﷺ.

 

لقراءة الموضوع والتعليقات عليه عبر حسابي في تويتر تفضل اضغط هنا.

27 أبريل 2021

 

  •   
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة 2021
جميع التعليقات والردود المطروحة لا تمثل رأي موقع
الدكتور عبد الله المسند ، بل تعبر عن رأي كاتبها
المتصفحون الان: 32
أنت الزائر رقم 1,494