• 2182 قراءة


  • 0 تعليق

أثر الأشعة فوق البنفسجية على صحة الإنسان

 

أ.د. عبدالله المسند 

 

مشاكل فصل الصيف وأثره على صحة الإنسان تتجاوز مسألة الإرهاق، الجفاف، وضربات الشمس إلى مسألة خطيرة ألا وهي تأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية Ultraviolet (UV) على البشرة، ولأننا نعيش في فصل صيف طويل، وشديد الحرارة فإن تعرض الجلد لأشعة الشمس المباشرة (وهي أشعة غير مرئية) خاصة بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة عصراً مسألة تنطوي على خطورة كامنة؛ بسبب الأثر السلبي في هذا التوقيت للأشعة فوق البنفسجية.

 

ولقد صنف العلماء مستويات الأشعة فوق البنفسجية ومدى خطورتها على الإنسان لعدة مستويات تظهر لك في بعض تطبيقات الجوال المتعلقة بأحوال الطقس،

وهي معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية (طالع الجدول المرفق)

ومؤشر الأشعة فوق البنفسجية عبارة عن مؤشر رقمي عالمي لمستويات الأشعة في فترة الظهيرة حيث تكون أشعة الشمس على أشدها.‏

والمؤشر الرقمي يتراوح بين صفر إلى 11+ ، فعندما تكون الأشعة فوق البنفسجية بين 1-2 لا يوجد خطورة على الجلد، ومن 3-5 تعني خطورة منخفضة، ومن 6-7 تعني خطورة عالية، ومن 8-10 تعني خطورة عالية جداً، ومن 11 فما فوق تعني خطورة عظمى.

 

فمثلاً عندما تتعرض ولفترة طويلة للأشعة فوق البنفسجية عندما يكون مؤشرها بين 8-10 فالخطورة الكبيرة كامنة وربما محققة على حرق الجلد بشكل سريع، خاصة لدى الأطفال، ولذوي البشرة الفاتحة، وكلما كانت البشرة داكنة كانت أكثر تحملاً ومقاومة، وعندما يتبدل لون الجلد تحت أشعة الشمس فهذا يعني أن الحماية الذاتية من الجلد بدأت تعمل لإنتاج مادة الميلانين لتقوم بعكس الأشعة فوق البنفسجية و‏ لمنع احتراق الجلد، ولكن أحياناً تكون الأشعة فوق البنفسجية شديدة تفوق قدرة الجلد على إنتاج الميلانين فيحترق الجلد وهنا تكمن الخطورة، ويشير الأطباء المختصون أن  التعرض للأشعة فوق البنفسجية ممكن أن يسبب الشيخوخة المبكرة للجلد، التجاعيد، الحروق، وسرطان الجلد.

 

وعليه يفضل:

‏* تجنب التعرض للشمس حين تكون الأشعة في ذروتها (من 10ص حتى 4 م)‏.

‏* لا تكن في العراء عندما يكون ظلك أقصر من طولك.‏

‏* استخدم نظارة شمسية للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية.‏

‏* اختر من اللباس اللون الأبيض، أو على الأقل الألوان الفاتحة. ‏

‏* بالغ في تغطية معظم جسمك بأقمشة خفيفة وبيضاء.‏

‏* استخدم كريمات خاصة (واقي شمسي ‏sunscreen‏) إذا اضطررت للعمل تحت أشعة الشمس.‏

 

والخالق الحكيم ـ سبحانه وتعالى ـ طوق كوكب الأرض بغلاف غازي رقيق ورفيع يُدعى بطبقة الأوزون تقوم بحمايتنا من أجزاء خطيرة من الأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة تُدعى بـ  UV-C  (وهي قصيرة الموجة وخطيرة جداً)، وحوالي 95% من ‏UV-B‏‏ (متوسطة الموجة)، ولكن يتاح للأشعة فوق البنفسجية طويلة الموجة من نوع UV-A الولوج إلى الأرض لتأدية مهامها النافعة، ولكن وبسبب تخلخل طبقة الأوزون جراء التلوث خلال 7 عقود ماضية أدى هذا إلى دخول جزء من الأشعة من نوع ‏ ‏UV-B‏، وهنا تكمن المشكلة حيث خطورتها على الجلد عندما تكون في حدودها العليا (طالع المرفق)، ولكن التعرض لهذا النوع ‏ ‏UV-B لوقت وجيز، وفي ظروفها الدنيا يحفز الجسم على إنتاج فتامين د بالجلد.

 

ويتأكد حماية نفسك من الأشعة عندما تكون الأجواء باردة فتتلذذ بأشعة الشمس لفترة طويلة عندها قد يحصل المحظور، وهذا نشاهده عندما يعود المسافر من سفره في مواقع باردة أن بشرته باتت داكنة بسبب تعرضه لأشعة الشمس المباشرة بسبب برودة الجو، وهذا يتكرر أيضاً في فصل الشتاء عندنا بعد عودة المتنزهين في البراري إلى بيوتهم.

وتجدر الإشارة إلى أن الأشعة فوق البنفسجية تتضاعف في البحار والمحيطات، وكذلك في المسطحات الثلجية لعامل الانعكاس، بينما في الصحراء تزيد نحو 25%، ويشار أيضاً إلى أن خطورة الأشعة فوق البنفسجية تتعاظم مع الارتفعات عن سطح البحر فوق قمم الجبال العالية، والعلة في ذلك أن سمك الغلاف الجوي يقل، ومن جهة أخرى يكون الجو صافياً فيسمح بدخول كميات أكثر من الأشعة .. هذا والله أعلم.

  •   
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة 2021
جميع التعليقات والردود المطروحة لا تمثل رأي موقع
الدكتور عبد الله المسند ، بل تعبر عن رأي كاتبها
المتصفحون الان: 18
أنت الزائر رقم 35,075