• 306 قراءة


  • 0 تعليق

كيف يُكتب؟

كيف يُقرر؟

كيف يُدرس علم التاريخ!؟‏

 

عندما تحكي لابنك عن الطق والخناق والهوشات التي حدثت في حارتكم أيام صغرك، تُحدثه عن تفاصيلها وعن ‏أبطالها، ثم ‏تُكرر القصص تلك على ابنك عاماً بعد عام، ولكن بشيء من الإطالة والتفصيل، وإضافة معارك دامية ‏أخرى وقعت بين ‏حارتكم والحارات المجاورة،

 

عندها سأسألك كيف سيتلقى ‏الابن هذا التاريخ الدموي؟

وماذا تراه سيصنع؟

وكيف يفكر أن تكون أُس العلاقة بينه وبين الآخرين؟.‏

 

وهكذا (معظم) مناهج كتب التاريخ المقررة دراسياً، عندما تتصفحها ستجد ـ في الغالب ـ صفحاتها تدور بين حرب ‏‏وضرب، كر وفر، سب وشتم، مكر وخديعة، ودماء وأشلاء، حرق وقبر، وغزوات، ‏ومعارك... إلخ

 

بل أحصيت أكثر من 100معركة بين المسلمين (أنفسهم) أو مع غيرهم يدرسها الطالب خلال مراحل دراسته!!.‏

 

أيها السادة والسيدات علم التاريخ من أخطر العلوم في بناء فكر وثقافة ونفسية الطلاب والطالبات، وعليه أعيدوا ‏‏النظر في كيفية التعاطي مع تأليف كتب التاريخ للمدارس. ‏

 

ثم إن هذا السرد والعرض في مقرر كتب التاريخ، وهذه المشاهد الدموية، والحراك العسكري والسياسي ينعكس ‏‏وينطبع بالضرورة في خيال وذهن طلابنا، الأمر الذي ‏يجعله ينظر إلى الغير بمنظار آخر، ويقرأ المواقف، ويحلل ‏‏العلاقات بين الأمم والشعوب، بل حتى بين المناطق والقبائل وفقاً لما درس وقرأ وحفظ.‏

 

لماذا يُحصر ويُقصر منهج التاريخ على الجانب العسكري الدموي فقط!؟ ذبح وقتل، هرج ومرج، ويُغفل عن ‏التاريخ ‏الثقافي، والتاريخ العلمي، ‏والهندسي، والجغرافي، والطبي، والزراعي، والرحلات، والاكتشافات الجغرافية ‏والعلمية، ‏والتاريخ الفني، والتشييد، والبناء، والابداعات، ‏والاختراعات .. إلخ‏.. لماذا!؟

‏ ‏

أين باقي العلوم والفنون التي خلفها المسلمون لنا وللعالم؟ لماذا لا تُدرّس في مناهج التاريخ بالتفصيل ولكل المراحل ‏‏الدراسية، فهي الدافع إلى البناء ‏والعمارة للأرض، أم التركيز على التاريخ العسكري والسياسي والفتن والصفحات ‏الدامية ممكن أن تُقلّص وتُؤخر إلى مراحل متقدمة من ‏الدراسة، حتى تُبنى شخصية الطالب النفسية والثقافية على ‏حب البناء ‏لا الهدم، وعلى حب الاختراع لا التدمير، وعلى حب الزراعة لا القتل ‏والحرق، وعلى حب الناس لا ‏كرههم، ‏وعلى حب السلام والوئام لا الحرب والعداء.‏

 

نفسية وفكر الطالب والطالبة هي بالضرورة انعكاس لما درس وتعلم في التاريخ،

والمناهج هي اللبنة بل هي المصل ‏الذي يدفع عن أبنائنا وبناتنا كل شر بإذن الله ‏

فضلاً أعيدوووووا كتابة مناهج التاريخ للمدارس.‏

دمتم مسالمين للجميع ‏

 

والمعادلة تغيرت الان، فابني فيصل لا يُعد ليكون فارساً مغواراً، بقدر ما يكون بارعاً في علم واختراع واكتشاف، ‏‏فالمليحة الأمريكية ومن خلف جهازها وفي مكتبها بأميركا ‏تقود طائرة مُسيرة تقتل بها الشوارب وتحرق بها اللحى، ‏‏فاللعبة تغيرت وتبدلت أزعم

 

علموا درسوا حفظوا أولادنا وبناتنا سير العظماء (ليس فقط من القيادات السياسية والعسكرية) لأن المنصب ‏‏والوظيفة عددها واحد في كل بلد ‏يعني رئيس واحد، وعليه نحن نحتاج أن نتبنى سير العلماء المخترعون المكتشفون ‏‏امغامرون المبدعون من الشرق والغرب

ه في كل بلد

 

أختصر وأقطع الطريق على (درعومي بيه) أنا لست ضد تدريس الطلاب تاريخ المعارك والغزوات ولكن ضد أن ‏‏تكون هي التاريخ فحسب، بل ‏تثعطى نسبة من التاريخ لا تتجاوز الثلث والثلث كثير.‏

 

لمطالعة المقالة بالصور والأشكال تفضل اضغط هنا

  •   
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة 2021
جميع التعليقات والردود المطروحة لا تمثل رأي موقع
الدكتور عبد الله المسند ، بل تعبر عن رأي كاتبها
المتصفحون الان: 7
أنت الزائر رقم 37,465