|
|||
---|---|---|---|
كيف يُكتب؟ كيف يُقرر؟ كيف يُدرس علم التاريخ!؟
عندما تحكي لابنك عن الطق والخناق والهوشات التي حدثت في حارتكم أيام صغرك، تُحدثه عن تفاصيلها وعن أبطالها، ثم تُكرر القصص تلك على ابنك عاماً بعد عام، ولكن بشيء من الإطالة والتفصيل، وإضافة معارك دامية أخرى وقعت بين حارتكم والحارات المجاورة،
عندها سأسألك كيف سيتلقى الابن هذا التاريخ الدموي؟ وماذا تراه سيصنع؟ وكيف يفكر أن تكون أُس العلاقة بينه وبين الآخرين؟.
وهكذا (معظم) مناهج كتب التاريخ المقررة دراسياً، عندما تتصفحها ستجد ـ في الغالب ـ صفحاتها تدور بين حرب وضرب، كر وفر، سب وشتم، مكر وخديعة، ودماء وأشلاء، حرق وقبر، وغزوات، ومعارك... إلخ
بل أحصيت أكثر من 100معركة بين المسلمين (أنفسهم) أو مع غيرهم يدرسها الطالب خلال مراحل دراسته!!.
أيها السادة والسيدات علم التاريخ من أخطر العلوم في بناء فكر وثقافة ونفسية الطلاب والطالبات، وعليه أعيدوا النظر في كيفية التعاطي مع تأليف كتب التاريخ للمدارس.
ثم إن هذا السرد والعرض في مقرر كتب التاريخ، وهذه المشاهد الدموية، والحراك العسكري والسياسي ينعكس وينطبع بالضرورة في خيال وذهن طلابنا، الأمر الذي يجعله ينظر إلى الغير بمنظار آخر، ويقرأ المواقف، ويحلل العلاقات بين الأمم والشعوب، بل حتى بين المناطق والقبائل وفقاً لما درس وقرأ وحفظ.
لماذا يُحصر ويُقصر منهج التاريخ على الجانب العسكري الدموي فقط!؟ ذبح وقتل، هرج ومرج، ويُغفل عن التاريخ الثقافي، والتاريخ العلمي، والهندسي، والجغرافي، والطبي، والزراعي، والرحلات، والاكتشافات الجغرافية والعلمية، والتاريخ الفني، والتشييد، والبناء، والابداعات، والاختراعات .. إلخ.. لماذا!؟ أين باقي العلوم والفنون التي خلفها المسلمون لنا وللعالم؟ لماذا لا تُدرّس في مناهج التاريخ بالتفصيل ولكل المراحل الدراسية، فهي الدافع إلى البناء والعمارة للأرض، أم التركيز على التاريخ العسكري والسياسي والفتن والصفحات الدامية ممكن أن تُقلّص وتُؤخر إلى مراحل متقدمة من الدراسة، حتى تُبنى شخصية الطالب النفسية والثقافية على حب البناء لا الهدم، وعلى حب الاختراع لا التدمير، وعلى حب الزراعة لا القتل والحرق، وعلى حب الناس لا كرههم، وعلى حب السلام والوئام لا الحرب والعداء.
نفسية وفكر الطالب والطالبة هي بالضرورة انعكاس لما درس وتعلم في التاريخ، والمناهج هي اللبنة بل هي المصل الذي يدفع عن أبنائنا وبناتنا كل شر بإذن الله فضلاً أعيدوووووا كتابة مناهج التاريخ للمدارس. دمتم مسالمين للجميع
والمعادلة تغيرت الان، فابني فيصل لا يُعد ليكون فارساً مغواراً، بقدر ما يكون بارعاً في علم واختراع واكتشاف، فالمليحة الأمريكية ومن خلف جهازها وفي مكتبها بأميركا تقود طائرة مُسيرة تقتل بها الشوارب وتحرق بها اللحى، فاللعبة تغيرت وتبدلت أزعم
علموا درسوا حفظوا أولادنا وبناتنا سير العظماء (ليس فقط من القيادات السياسية والعسكرية) لأن المنصب والوظيفة عددها واحد في كل بلد يعني رئيس واحد، وعليه نحن نحتاج أن نتبنى سير العلماء المخترعون المكتشفون امغامرون المبدعون من الشرق والغرب ه في كل بلد
أختصر وأقطع الطريق على (درعومي بيه) أنا لست ضد تدريس الطلاب تاريخ المعارك والغزوات ولكن ضد أن تكون هي التاريخ فحسب، بل تثعطى نسبة من التاريخ لا تتجاوز الثلث والثلث كثير.
لمطالعة المقالة بالصور والأشكال تفضل اضغط هنا |
|||
|